ينصح الأخصائيون عادة، بأخذ فترات قصيرة من الراحة بين كل خمس ساعات عمل متواصل لتجنب الإجهاد والضغوط النفسية، وإنجاز المهام بالدقة والنوعية المطلوبة، وهناك من يعمل بهذه النصيحة ويمنح الموظفين فترة راحة مقطوعة لا تقل عن ساعة واحدة، لتناول وجبة غداء خفيفة أو حتى في الاسترخاء وتبادل الأحاديث الودية وبما يسمح به الوقت المستقطع.. «عكاظ» استطلعت آراء بعض الموظفين الذين اعتادوا على قضاء فترة «البريك» في أحد المجمعات لتناول الغداء وتجديد النشاط، حول تأثير فترة الراحة هذه أو «استراحة المحارب» على نشاط الموظف من عدمه. في البداية أكد أيمن عبد الرزاق، أهمية فترة «البريك» في حياة الموظف، ويضيف: يتخلص الموظف خلال هذه الدقائق القليلة من الضغوط والتوتر الذي غالبا ما يصاحب جو العمل والمكاتب، وزاد: هذه الدقائق تجدد نشاطي وتدفعني لزيادة الإنتاج، وهو ما لاحظته شخصيا وأيضا بقية الموظفين، لذلك استحدثت المؤسسة التي نعمل بها ساعة للراحة، وأتمنى تخصيص مكان لقضاء تلك الساعة في نفس مكان العمل. واعتبر تركي اللقماني أن فترة «البريك» تساعد على التخلص من ضغط العمل وتجدد من نفس وروح الموظف وتشده نحو العمل، ومن جهتي أقضي هذه الدقائق مع بقية الزملاء في تناول الغداء في أحد المطاعم القريبة من مقر عملنا، وأيضا في تبادل الحديث، وهي لحظات نريح فيها أعصابنا من تأثيرات العمل ونستمتع بوقتنا. بدوره، أكد عبد القادر باجنيد على أهمية فترة الراحة القصيرة، بل اعتبرها من أساسيات العمل، مشيرا إلى صعوبة مواصلة العمل لمدة ثماني أو تسع ساعات متواصلة لأنه يضر بصحة الموظف، وخلص إلى القول آمل في زيادة فترة «البريك» عن الساعة، خاصة وأن الوقت يمر بسرعة مع زحمة المرور. من جهته، وافق خالد اللقماني زملاءه الآخرين في رأيهم، وقال: تعد فترة الراحة من أهم أساسيات العمل والقدرة على الإنتاج، ونتمنى زيادتها خاصة وأنني أشعر بالخمول والنعاس الشديد بعد فترة الغداء واحتاج إلى وقت أكبر حتى استعيد نشاطي. أما نايف العقيل مدير الموظفين في إحدى الشركات الكبرى في جدة، فنوه بتوفير الراحة للموظف حتى يزيد من إنتاجه وإخلاصه للعمل، ويضيف: تخصص معظم الشركات والمؤسسات الكبيرة فترة «بريك» تمتد لساعة للراحة ولتناول الفطور أو الغداء، ومن جهتنا خصصنا مكانا للغداء والراحة، ولاحظنا في الفترة الأخيرة ومع تمديد فترة الراحة من النصف ساعة إلى ساعة كاملة أن الموظفين يعودون بنشاط متجدد وابتسامة مرسومة على وجوههم، وهذا يسعدنا كثيرا لأنه يدفع بعجلة التطوير في المؤسسة. إلى ذلك، أكد الأخصائي النفسي عبد الرحمن السبيعي أن جميع الآلات والمعدات والأدوات الكهربائية والميكانيكية لا بد لها أن تتوقف عن العمل بعد فترة حتى تبرد أجزاؤها، وإلا أصابها العطب، والإنسان مجموعة من الأجهزة ولا بد لها أن تحصل على قدر من الراحة والاستجمام حتى تستطيع أن تعاود نشاطها، مشيرا إلى ضرورة حصول الإنسان على فترات الراحة اليومية بعد عناء العمل، ويضيف: على الموظف الاستمتاع بفترة راحة والابتعاد عن ضغوطات العمل والابتعاد عن مسؤولياته، حتى ولو لفترة لا تتجاوز ساعة أو ساعتين للتحلل من ارتباطات العمل وتجديد النشاط، خاصة وأن الإنسان عندما يعود من فترة الراحة يكون أكثر إقبالا على العمل وأكثر نشاطا لذلك لا بد من حصول الشخص على قسط من الراحة لتجديد النشاط.