في أجواء الامتحانات الملتهبة وما يعتري منازلنا من قلق وتوتر أتأمل في البنى التحتية ومناهج التعليم وطرق التدريس وصولا إلى حالة القلق مع استقبال موسم الامتحانات، في مقابل هذه الصورة مخرجات التعليم العام، والعالي، ضعيفة وتتخرج الأجيال بلا مهارات حياتية ولا استعداد حقيقي لمواجهة التجارب. التعليم ومخرجاته هاجس وطني؛ لأنه لم يعد قيمة مضافة على الخبرات الحياتية، بمضمونه الحالي، وأصبح تدني مستوى الجودة في مخرجاته يشكل عبئا على المجتمع، تعليمنا العام رغم الثروة التي تصرف عليه مفصول عن دقائق الحياة ولا تتكامل المدرسة مع المنزل، هذه القطيعة ناتجة من التخلف الذي يعتور محاور العملية التعليمية، ويدفع ثمنها الأجيال، المعلومات التي تكتظ بها مناهجنا تتوفر اليوم في مقابلها وبكبسة زر إلكترونية وبلغات العالم ملايين المعلومات التي تتقاطع معها وتتباين وتدحضها في أحيان أخرى.. متى نعترف بهذه المأساة ونتقدم..؟! ** ضعف مخرجات التعليم العام عندما فكرنا بالالتفاف عليه زدنا العقد تعقيدا باختبارات القياس بدلا من تحويل المناهج والعملية التعليمية برمتها إلى قيمة مضافة لحياة الطالبات والطلاب، وفي حالة من التناطح والإصرار على التخصصات النظرية في تعليمنا العالي حملنا قطاع التدريب الفاتورة التي يدفعها قطاع العمل الفقير أصلا في قدراته على احتواء الأجيال وبالتالي نجد أن فاتورة التدريب تدفعها جهات تحولت ضحية أزمة التعليم وعدم مواءمته لمتطلبات السوق المتجددة وغير المستقرة.! ** النتيجة النهائية أننا نمارس الهروب إلى خلق بيئات تعليم ليس لها علاقة بالتنمية، ما يحدث يحتاج وقفة تقييم وشراكة جادة مع نخب المجتمع في رسم خط مختلف يخلو من الحشو في المناهج، يراعي الاحتياجات الحياتية، يكسب المهارات على الأقل في الحد الأدنى، المعرفة لا تكفي هذا زمن اكتساب المهارات، ومواجهة التحديات بدلا من تعريض الأجيال إلى كم من الإحباط غير مبرر. جولة صغيرة على أبرز ما رصدته الصحافة إلى جانب ما نشهد عليه في مجتمعنا، تجسد حجم تحويل العملية التعليمية وموسم الامتحانات إلى قطعة جحيم إذ شهدت قاعات الاختبارات في مختلف المناطق يوم السبت حالات بين الرهبة والإعياء، والاستفراغ، النوم والنسيان، ومتلازمة السهر للامتحان..أبلغ تعبير عكاظي جسد حقيقة الرهاب خبر يقول: «في جدة تعرض طالب للدوار في قاعة الاختبار واستفرغ في ورقة الإجابة على مادة الرياضيات» تسبب هذه المادة تحديدا الرعب لأبنائنا؛ لأن بيئة التعليم برمتها لم تعد قادرة على الجذب والاستقطاب. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة