أبلغ «عكاظ» أمس المشرف على الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام عبدالله الكناني، أن تدوير المناصب الإدارية في نادي مكة الثقافي الأدبي إجراء مبدئي وفق محضر رسمي وقعه أعضاء النادي أمس الأول، ورفع لصاحب الصلاحية لاتخاذ القرار النهائي حياله، مؤكدا أن تحفظ رئيس النادي الأدبي الدكتور أحمد المورعي وثق في المحضر وهو محل احترام مسؤولي الوزارة، ويحق له الاعتراض فيما يراه مخالفا للنظام واللائحة. ووصف الكناني في حوار مواجه ل «عكاظ» أن الأندية الأدبية تعيش سنة أولى للانتخاب، ولهذا السبب لا بد من وجود بعض المنغصات، إلا أنها تجربة فريدة، موضحا تجاوز الأندية مرحلة الصوت الأوحد وصولا إلى طرق باب العمل المؤسسي المرتكز على التصويت والنزول عند رغبة الأغلبية، دون تحيز للرأي الشخصي والأهواء الذاتية. فإلى نص الحوار: • ما الذي دفع وزارة الثقافة والإعلام إلى تدوير مناصب نادي مكة الأدبي؟ في الواقع، تقدم ستة من أعضاء مجلس الإدارة بطلب تدوير المناصب الإدارية بناء على المادة 32 في اجتماع مجلس الإدارة السابق، إلا أن رئيس النادي رفض ذلك، فرفعوا طلبهم إلى الوزارة التي وجدت بعد دراسة الموضوع، أن من المصلحة في تحقيق أغلبية أعضاء مجلس الإدارة بتدوير مناصب الهيئة الإدارية حسب مواد اللائحة التنظيمية، لهذا تدخلنا من أجل المصلحة العامة ويظل الجميع على طاولة النادي سواء رئيسا أو أعضاء مجلس، إدارة فالهدف خدمة مكةالمكرمة ثقافيا وليس البحث عن مناصب وخلافه وهذا ما نتمناه من الجميع. • لكن رئيس النادي خرج مستاء ووصف الاجتماع بغير النظامي أو القانوني .. كيف تبرر ذلك؟ في كل الأحوال، نحترم رأي رئيس النادي الدكتور أحمد المورعي، وتم إرفاق تحفظه بالكامل مع المحضر الذي حرر أمس الأول، للرفع به إلى الوزارة وكل ما جرى كان ضمن سياق قانوني ووفقا للائحة ولا يمكن معرفة المبررات والأسباب التي دفعت به للخروج بهذه بالصورة لكنه يظل رأيه الشخصي ونحن لا نملك إلا احترام الرأي، والحقيقة أنه كان معنا في الاجتماع والمداولة ولم يغادر الاجتماع إلا وقت التصويت فقط حيث خرج من قاعة الاجتماع. • رحلت إدارة النادي السابقة وحلت إدارة جديدة نصفها من النساء .. كيف تقرؤون ذلك؟ اللائحة الأساسية في الأندية لا تفرق بين عضو وآخر خاصة فيما يتعلق بالجنس سواء ذكرا أم أنثى، وهذا دلالة على ثقة أعضاء مجلس الإدارة وثقة المجتمع الثقافي، ولعل نادي مكة الأدبي سباق دائما للتجديد فكان أول ناد تحصد فيه المرأة عضوية مجلس الإدارة وهو أول ناد يحقق 50 في المائة من أعضاء الهيئة الإدارية نساء ونتمنى لهن السداد. • من مكة إلى نادي الشرقية .. ما خفايا قرار الوزير بإعادة الانتخابات وحل المجلس بأكمله؟ من الضروري الإدراك التام أن الاستقرار عامل مهم لدعم الحراك الثقافي، ولكن ما جرى في نادي الشرقية الأدبي جملة من التراكمات منها أخطاء إدارية ومالية، وعدم الاستجابة من قبل رئيس مجلس الإدارة واتخاذه لقرارات فردية بعيدا عن مجلس الإدارة، وكلنا ندرك أن اللائحة الأساسية تحتم أن يكون العمل مؤسسي واتخاذ القرارات يتم وفق تصويت الأغلبية وليس ارتجالا فرديا، ومن هنا لابد أن نتجاوز مرحلة الارتجالية والقرارات الفردية والصوت الأوحد. • نادي مكة أول ناد ينتخب مجلس الإدارة وأول ناد يحل الإدارة وأول ناد ينتخب النساء؟ الحراك الثقافي في مكةالمكرمة ذو طابع خاص، والحقيقة أن ما جرى هو نوع من التجديد والحداثة في العمل الثقافي والذي عانى عقودا من الجمود، ولكن ستكون المرحلة المقبلة ذات ملامح خاصة في المجال الثقافي. فالتنوع والتضاد في الرؤى والأفكار ستقود إلى إيجاد بيئة جاذبة للثقافة وليست طاردة. • ألا تتفق معي أن الانتخابات أسقطت أقنعة بعض المثقفين الذي خرجوا عن دائرة الاختلاف في الرأي إلى الخلاف وكأنهم يؤصلون ثقافة أنا ومن بعدي الطوفان؟ أولا لابد أن ندرك أن العملية الانتخابية جديدة بكل تفاصيلها وهي في نفس الوقت ممارسة حديثة ورائعة، والاعتراضات حق لكل من خاض هذه التجربة وهي موجودة في اللائحة أصلا، ويظل هناك تباين في الآراء ولكن كان يفترض أن يقدم المعترضون براهين وأدلة ومستندات ليس أصوات عالية فقط، فلجنة الإشراف على الانتخابات ولجنة الاعتراضات كل ما وردها لم يكن موثقا بالأدلة والبراهين، وكل ما وردنا هو مجرد تعبير عن رأي ليس أكثر، وكل الطعون المقدمة كانت بعيدة عن الإجراءات الانتخابية فالطعون دائما تكن في صلب الإجراءات الانتخابية وليس في اللائحة أو ما غيرها، ولا ننسى أن الانتخابات كانت منقولة على الهواء . • إذن أنتم راضون على هذه التجربة بكل ما فيها؟ نحن الآن في «سنة أولى» من الانتخابات، ولا بد من تقييم كافة الجوانب ومعالجة الجوانب الضعيفة وتعزيز مكامن القوة والتجربة بكل أبعادها الجميلة. • لكن البعض يرى أن اللائحة تحوي ثغرات وتحتاج إلى إصلاح؟ كل عمل يحتاج إلى تطوير وتلافي الأخطاء، ونحن أول من اعترف بالثغرات في بعض الجوانب ولكنها لم تنقص من جهد المثقفين الذين عكفوا على هذه اللائحة، ولا من التجربة الفريدة في كافة الأندية التي شهدت حراكا انتخابيا ثقافيا، ومع هذا لا بد من التطوير ونطلب من الجمعية العمومية في كل ناد أن تتحمل مسؤولياتها في المرحلة المقبلة وأن تلعب دورها في الحراك الثقافي.