تدخلت وزارة الثقافة والإعلام لحل الإشكالات التي عصفت بنادي مكة الأدبي خلال الأشهر الماضية، وجاء قرار معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه بتدخل الوزارة لإعادة تدوير المناصب الإدارية بالنادي، بعد أن تلقت الوزارة شكاوى من قبل بعض أعضاء مجلس الإدارة الذين لم يرضيهم سير العمل بالنادي خلال الفترة الماضية، وطالب ستة أعضاء من المجلس المنتخب بتدخل وزارة الثقافة والإعلام لإعفاء رئيس النادي من منصبه والذي رأى الأعضاء أنه تسبب في تعطيل مسيرة العمل في النادي. وكان مجلس إدارة النادي قد عقد اجتماعًا مساء أمس بمقر النادي بالمكتبة العامة بحضور مدير عام الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام عبدالله الكناني، حيث تم تصويت الأعضاء على المناصب الإدارية الأربعة، وتم ترشيح الدكتور حامد الربيعي رئيسًا لمجلس إدارة النادي، وترشيح الدكتور ناصر السعيدي نائبًا للرئيس، والدكتورة هيفاء فدا مسئولة إدارية، والأستاذه أمل القثامي مسئولة مالية. ولم يرضي هذا التصويت رئيس المجلس السابق الدكتور أحمد المورعي الذي قاطع جلسة المجلس مشيراً إلى أنها غير نظامية ومخالفة للائحة وتعليمات الوزارة ثم عاد مرة أخرى لمواصلة الجلسة بناء على رغبته لمعرفة مجريات التصويت التي رأى أنها غير نظامية. الاجتماع الدوري والساخن كان مجلس إدارة النادي قد عقد اجتماعًا دوريًا بعد مغرب أمس تم فيه مناقشة مجموعة من المواضيع ومنها موضوع مبنى النادي وعملية ارساءه على مكاتب هندسية متخصّصة إضافة إلى مناقشة نموذج المطبوعات وكذلك آلية انضمام مجموعة الكتاتيب فيما تم تأجيل مناقشة مواضيع أخرى. ثم عقب ذلك وفي الساعة الثامنة جرى اجتماع ساخن بعد حضور مدير عام الأندية الأدبية وأعضاء اللجنة الوزارية، حيث واجه فيها الأعضاء رئيس النادي في شكواهم للوزارة، فيما أنتقد رئيس النادي خروج الأمور عن إطار المجلس، واستمر المجلس في مناقشته وواصل جلسته بحضور مدير عام الأندية الأدبية الذي اطلع المجلس على قرار الوزارة بإعادة تدوير المناصب الإدارية ليصوّت الأعضاء على تسمية المناصب. جدير بالذكر أن التصويت تم بالاقتراع السري وقد حصل كل مرشح على 6 أصوات. الكناني: التدخل وفق اللائحة أوضح مدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني ل»المدينة» أن تدخل الوزارة جاء بناءً على النظر في مبررات شكوى أعضاء مجلس الإدارة وشكاوى بعض أعضاء الجمعية العمومية، مشيرًا إلى أن المادة ال 32 من اللائحة تنص على أنه إذا أتفق أكثر من نصف الأعضاء على قرار فإنه يؤخذ به. وأضاف: الوزارة حريصة على أن تنهض الأندية الأدبية بدورها المنوط بها وأن تسير عجلة الأنشطة بما يخدم الثقافة والأدب، مشيرًا إلى أن اللائحة أيضًا تنص على أن ما خرج عن بنود اللائحة فهو من اختصاص معالي الوزير ليوجّه بما يراه يخدم المصلحة العامه حسب معطيات كل ناد. وأضاف: معالي الوزير وجّه بإعادة تصويت أعضاء مجلس إدارة نادي مكة الأدبي على تدوير المناصب الإدارية بالنادي. ونفى الكناني أن يكون طلب هو أو أحد من أعضاء المجلس من الدكتور أحمد المورعي أن يعود لمواصلة الاجتماع، مشيرًا إلى أن الدكتور المورعي قطع الجلسة معترضًا على إعادة التصويت لتدوير المناصب ثم عاد برغبته دون أن يطلب أحدًا منه ذلك. الربيعي: العمل سيكون جماعيًا أكد الدكتور حامد الربيعي (الرئيس المرشح) أن المجلس سيواصل سير العمل بما يخدم الثقافة والأدب ويحقق تطلعات المثقفين والأدباء في مكةالمكرمة، وأن العمل بالنادي سيكون جماعيًا وفق البرنامج المعتمد من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، مشيرًا إلى أن المجلس في الفترة السابقة كان في مرحلة تأسيسية بما يتوافق مع اللائحة الجديدة والتي تعتبر تأسيسًا جذريًا ليس للنادي وإنما بما يتوافق مع رؤية الوزارة وخطواتها التفيذية والتطويرية التي ضمتها لائحة الأندية الأدبية. وأضاف الدكتور الربيعي: المجلس بتشكيلته الجديدة سيعمل على إحداث حراك ثقافي متنوّع في مضمونه وتنفيذه بما يضمن زيادة مرتادي النادي من أعضاء الجمعية العمومية والمثقفين والمجتمع المكّي. وحول دور الجمعية العمومية، اشار الربيعي إلى أن القرار في المرحلة المقبلة هو قرار الجمعية العمومية والمجلس ليس إلا جهة تنفيذية للخطوط العريضة التي تراها الجمعية وسيُفتح الباب على مصراعيه أمام أعضاء الجمعية والمثقفين للاستماع إلى آرائهم التي ستثري النادي وبرامجه. هيفاء: الوزارة تدخلت في الوقت المناسب الدكتورة هيفاء فدا (المرشحه كمسؤولة إدارية) قالت: أن تشكيل المجلس السابق وخاصة رئيس النادي لم يعطل عمل العنصر النسائي ونشاطاته، لكنها أشارت إلى أن الأعضاء الذين طالبوا بإعادة التدوير يطمحون إلى خدمة الأدب والثقافة بشكل أفضل وجاء تدخل الوزارة في وقته المناسب لكي لا تتعطل مسيرة النادي في أداء رسالته. أمل: التدوير لخدمة الأدب والثقافة من جهتها أشارت الأستاذه أمل القثامي (المرشحة كمسؤولة مالية) إلى ان إعادة تدوير المناصب يهدف لخدمة الأدب والثقافة بشكل أفضل، مضيفةً: أن هذا لا يعني عدم قيام رئيس المجلس السابق بمهامه العملية لكن الأعضاء هدفوا إلى تفعيل النادي بشكل أكبر مما شهده في الفترة الماضية وهي فترة (بحسب رأيهم) لم تحقق طموح الناخبين. عضو: النادي تحول إلى قسم بلاغة من جهة ثانية أبدى أحد أعضاء النادي انزعاجه من نتيجة التصويت، ورأى أن النادي بهذه النتيجة أصبح فرعًا لقسم البلاغة والنقد بجامعة أم القرى. في إشارة منه إلى أن المرشحين الأربعه جميعهم من كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وأساتذة لغة. مضيفًا إن لديه الكثير سيكشفه في المقبل من الأيام بعد تقديم استقالته (على حد قوله)، وقال: إلى الآن لا نعرف رأي المهندس الشهراني الذي كان قد أعلن استقالته في وقت سابق على صفحته على الفيس بوك دون أن يقدمها رسميًا وهل سيظل على رأيه في الاستقاله أم أنه سيعود بعد التشكيل الحالي للمجلس، مضيفًا أن المشكلات زادت بهذا التشكيل الذي قسّم النادي إلى قسمين، قسم يعدون أنفسهم مثقفين وهم الأعضاء من أساتذه جامعة أم القرى وينظرون لأنفسهم على أنهم مثقفين وبقية الأعضاء مكثفين، فيما ترى المجموعة الأخرى أن التشكيل الحالي جاء نتيجة تكتلات وتحجبات هدفت إلى الشخصنة والوجاهة وليس لخدمة النادي، مشيرًا إلى أن المجموعة الأخرى التي لم ترضيها التحجبات سيكون لها رأيها في قادم الأيام. اعتراض المورعي شوهد الدكتور أحمد المورعي يعد خطابًا أشارت المصادر إلى أنه خطاب اعتراض على مجريات التصويت. وقد اعترض الدكتور المورعي على نقطتين أساسيتين تتعلقان بالمادتين: 28 و32 واللتان تنصان على أن أي اعتراض على رئيس المجلس يُطرح على المجلس لمناقشته ولا يُرفع إلى الوزارة، ويرى أن الوزارة تجاوزت، حيث لم يتقدم أحد بشكوى إلى مجلس الإدارة، وأن أصحاب الشكوى رفعوا شكواهم مباشرة الى الوزارة. والنقطة الاخرى التي اعترض عليها المورعي هي قضية تدوير المناصب الاربعة، فإن كانت الشكوى بالأساس من رئيس المجلس فلماذا لايتم تغييره وحده؟.. ويرى أن تدوير أربعة مناصب يدل على أن هناك ترتيب ما من تحت الطاولة.