مرت 10 سنوات في عمر اليورو (العملة الأوروبية الموحدة)، حيث بدأ العمل باليورو في الأول من يناير عام 2002 كما قال ل «عكاظ» الاقتصادي الأوروبي ادغار مايستر، الذي كان مسؤولا في ذلك الوقت بتنظيم عملية استلام المارك الألماني وطرح اليورو على المواطنين، علما أن أكثرية الألمان والأوروبيين من دول مجموعة اليورو كانوا يفضلون الاستمرار بعملاتهم الوطنية، فيما كان المارك الألماني هو شعار الازدهار والانتعاش الاقتصادي الكبير الذي شهدته ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. وبمرور 10 سنوات على التعاملات باليورو، أكد مايستر، الذي شغل أيضا منصب وزير المالية بولاية راينلاند فالس الألمانية أن عملية طرح اليورو تطلبت جهازا أمنيا مباشرا التزم بمراقبة توصيل 2.5 مليار يورو من العملات الورقية (البنكنوت) بجانب 15.5مليار عملة فضية بجانب 4 آلاف رزمة ورق . وقال إن هناك مليارات من المارك الألماني تقدر ب 13.3 مليار مارك ألماني لم يتم تحويلها إلى اليورو بعد ، موجودة في خزانات خاصة وداخل المنازل الألمانية. وكان مايستر قد أشار في تصريحات ل «عكاظ» أن القلق الذي يسود في أذهان الألمان حول قوة اليورو ونتائج أزمة اليورو التي نعاصرها اليوم لا داعي له انطلاقا من استقلالية البنك المركزي الأوروبي، ونسبة التضخم الضئيلة في مجموعة اليورو معتبرا أن أزمة الديون الأوروبية لا يمكن أن تمر مر الكرام على أوروبا وأن الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بما فيها مجموعة اليورو عبر آليات اقتصادية فعالة (صندوق الإنقاذ الأوروبي ) سيكون لها نتائج ايجابية على عودة اليورو الى قواه الشرائية المعهودة. في نفس السياق لفت الخبير الاقتصادي الى أنه لا عودة للمارك الألماني، وأن الأسواق العالمية باتت تتعامل مع اليورو كعملة لكتلة موحدة ما يسهل التعاملات التجارية والاقتصادية منها مشددا على نجاح العملة الأوروبية الموحدة ، وموضحا أن أزمة الديون الأوروبية التي لها مبررات أخرى لا تتعلق بشكل مباشر بعملة اليورو رغم أنها بالطبع تؤثر عليها ملفتا بأن هذا التأثير مجرد حالة وقتية تنتهي بانتهاء العلة . ورأى مايستر أن مجموعة اليورو تراقب باهتمام التحولات الجارية في منطقة الخليج ومبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز للانتقال من التعاون الى الاتحاد، معتبرا هذا التوجه خطوة ايجابية من شأنها تكثيف التعاون بين مجموعة اليورو والاتحاد الأوروبي من ناحية ومجلس التعاون الخليجي من ناحية أخرى. وأكد على أن مجموعة اليورو لن تبخل بتوجيه الدعم والخبرة لدول مجلس التعاون الخليجي في تحقيق الخطوات التالية لا سيما حين يكون هناك تطلع لعملة خليجية موحدة .