ملامح وجهه تكشف آلاما كثيرة عاناها ناصر محمد علي من محافظة ضمد في منطقة جازان، فقد منحته الحياة أقسى ما لديها وحولته إلى شخص معوق لا يستطيع العمل، وأصبح رب أسرة مكونة من 10 أفراد (بنين وبنات وزوجة) جميعهم يعانون الفقر وقلة الحيلة يعيشون تحت سقف منهار. يقول ناصر «أتوقع في أية لحظة أن تتحول هذه الغرف إلى قبور لأبنائي وبناتي، حالتي المادية السيئة منعتني من مراجعة الأطباء». عمل ناصر في حرس الحدود متنقلا في قطاعات الطوال والعارضة وفرسان مدة عشر سنوات، كان يمارس حياته بلا كلل ولا تعب ولكن القدر كان له بالمرصاد، حيث أصيب بإعاقة في رجله أجبرته على التقاعد براتب شهري 2000 ريال لا يستطيع أن يلبي حاجات أفراد أسرته اليومية، يقول «أرهقتني متطلبات أفراد أسرتي وعجزت عن الوفاء بحاجاتهم، وما أخشاه هو سقوط سقف المنزل على رؤوس أبنائي وبناتي، وما أحلم به هو منزل يؤوي أفراد الأسرة ويحميهم من برد الشتاء وحرارة الشمس ومن الأمطار».