مشكلة التوظيف غدت من المشاكل الجالبة لوجع الرأس، ففي كل جهة منتج بشري تم تأهيله في تخصص ما لم يتم استيعابه وظيفيا، وهناك آلاف أخرى لم تعترف وزارة الخدمة المدنية بتخصصاتهم كونها غير مصنفة بأي مسمى وظيفي ولازال هؤلاء على رف العاطلين لم تمسسهم يد.. وإذا كنت في مقالة أول أمس تحدثت عن بطالة خريجي المعاهد الصحية وعدم تنفيذ قرار خادم الحرمين الشريفين بتفسيرات لم تأت في القرار فإن هناك تخصصات أخرى مهمشة أيضا لم ينظر إليها بعد، وهي تخصصات خرجت من رحم الجامعات ومع ذلك لازال أصحابها بالآلاف ينتظرون الفرج. واليوم سوف أتحدث عن خريجات وخريجي المكتبات والمعلومات، وهؤلاء الخريجون ليس لهم مكان يقبلون فيه إلى الآن، وقد حرم هؤلاء من التوظيف على مختلف الأصعدة سواء بالوظائف التعليمية لتدريس مادة المكتبة والبحث أو مراكز مصادر التعلم «المكتبات المدرسية» فالمجال الأول أحالت وزارة التربية والتعليم تدريسه لمعلمات اللغة العربية والمجال الثاني تقوم الوزارة أيضا بتفريغ المعلمات اللاتي هن على رأس العمل لتدريسه وهن من تخصصات أخرى بعيدات عن المهنية والحرفية الخاصة بالمكتبات والمعلومات.. ولعدم وجود منفذ توظيفي آخر ظل هؤلاء الخريجون خارج التصنيف الوظيفي وإن جاز لنا أن نفتح قوسا هنا فيمكن لوم الجامعات على بقاء هذا القسم مفتوحا من غير تنبيه طلابه بأن المنتمي إلى قسم المكتبات طالب علم فقط وأن شهادته لا تؤهله للوظيفة بدلا من أن يواصل القسم قذف خريجيه الباحثين عن عمل من غير جدوى كون سوق العمل يعتبر هذا التخصص عديم الفائدة، لنقفل القوس هنا. وقد ابتهج خريجو المكتبات والمعلومات بالقرارات الملكية الأخيرة المنادية بتوسيع الوظائف التعليمية وقبول الأعداد (المركونة) من غير وظائف إلا أن صدمة خريجي المكتبات كانت كبيرة حيث جاءت نتيجة الاحتياج لهذا التخصص صفرا، بل إن مسمى تخصص المكتبة والبحث شطب تماما من الجدول ليصبح هؤلاء الخريجون مجهولين تماما ومنعوا من حقهم وهو التسجيل ببرنامج جدارة! وهنا نفتح قوسا آخر (كيف يتم تطوير التعليم مع إهمال متخصصي مصادر المعرفة؟!) . ومع صدور ميزانية هذا العام أزهرت أمنيات الكثيرين ممن يجلسون على الرف بأن يجدوا منفذا يسلكون منه إلى الحياة بالعمل، فأغلب العاطلين معطلة حياتهم في كل شيء، فبدون عمل ما الذي يمكن للإنسان فعله سوى الانتظار.. وقد طال الانتظار يا ناس. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة