استجاب كثير من التجار وأصحاب محال المستلزمات النسائية لقرار وزارة العمل رقم 120 بتأنيث محال بيع المستلزمات الداخلية النسائية، فأتاحوا الفرصة لبنات الوطن في التدريب والتأهيل لخوض مضمار العمل الميداني الفعلي في محال بيع المستلزمات النسائية الداخلية. جاءت هذه الاستجابة مع انتهاء مهلة تنفيذ القرار، وبدء تفعيله تمهيدا لاتخاذ عقوبات رادعة على المخالفين وغير الملتزمين بتطبيق القرار. «عكاظ» تجولت على المراكز التجارية في جدة التي يوجد بها كثير من المحال المتخصصة في بيع الملابس الداخلية النسائية الداخلية، ووجدت صدى جيدا، وتجاوبا كبيرا من قبل التجار في تأنيث وظائف محالهم. بداية قال حميد ذياب المسؤول في إحدى الشركات الكبرى المتخصصة في بيع الملابس النسائية ومستحضرات التجميل، العمل قائم على قدم وساق ونحن في تطوير مستمر، وخبرتنا في مجال عملنا والممتدة لأكثر من 13 عاماً هي التي أهلتنا لنيل الخبرة وتطبيقها على أرض الواقع، فمنذ صدور القرار قبل أكثر من 4 أشهر ونحن نعمل ليل نهار لتدريب الفتيات على فنون البيع والشراء وحسن التعامل مع العميلات، وكيفية التعامل المباشر وللآن قمنا بتدريب عدد تجاوز 505 فتيات منهن 357 نزلن لميدان العمل الفعلي، وأصبحن يمارسن عملهن، تحت إشراف مسؤولين من ذوي الخبرة السابقة، وذلك حتى يعتدن على العمل ومن ثم تركهن يمارسن عملهن بأنفسهن، وباقي العدد 130 مازالن تحت التدريب، وقريباً سوف يخضن التجربة الفعلية في العمل الميداني في محالنا المتخصصة داخل المراكز التجارية الكبرى. ويشير حميد إلى أن العمل مستمر في التدريب والتوظيف، حتى يطال جميع مناطق المملكة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وسوف نطبق القرارات بحذافيرها، مع مراعاة الخصوصية المطلقة للفتيات اللاتي يعملن لدينا. وقالت سارة بن سهل (مديرة منطقة في محل لبيع الملابس النسائية في إحدى الشركات الكبرى) إن خطوة تفعيل توظيف بنات الوطن في وظائف مثل بيع الملابس الداخلية النسائية خطوة موفقة، ولها صدى بالغ الأثر في إيجاد فرص تساعد الفتيات على العيش الكريم، فنحن مثلا دربنا أعدادا كبيرة على فنون البيع والشراء. وتشير إلى أن أغلب من قمن بتوظيفهن واللاتي تجاوز عددهن 400 فتاة أغلبهن من خريجات الثانوية وهن على مقاعد الدراسة الجامعية، وإتاحة الفرصة لهن في التوظيف حفزهن على تكملة دراستهن وذلك بسبب الراتب الذي يساعدهن على تكملة دراستهن الجامعية دون عناء التفكير في كيفية تدبير مصاريفهن، فكما نعلم هناك فتيات مطلقات وبعضهن أرامل وبعضهن ليس لديهن عائل، لموت والدهن وغير ذلك من الأسباب، أضف إلى ذلك أن خطوة التأنيث في المحال النسائية فتحت الفرصة أمام كثير من الفتيات اللاتي يخجلن من العمل الميداني بسبب الاحتكاك المباشر مع الرجال، وخاصة في وظائف الشركات الأهلية وهذا شيء مشجع ومحفز للاستمرار في العمل. وأعربت دانية العمودي (21 عاماً)، بشاير ذياب (20 عاماً)، وإزدهار حسين (21 عاماً) خريجات ثانوية يعملن فعلياً في أحد المحال المشهورة لبيع الملابس الداخلية النسائية في جدة، عن سعادتهن بقرار وزارة العمل بخصوص تأنيث محال بيع الملابس الداخلية النسائية، الذي فتح لنا أبواباً كنا نعتقد في يوم من الأيام بأنها لن تفتح لنا للعمل داخلها، ونحن نرى من وجهة نظرنا أنها خطوة موفقة بل إنها أعانتنا كثيراً على التخلص من عقدة الخجل، وأيضاً الرواتب التي نستلمها والتي تتجاوز ال 3 آلاف ريال بمثابة معين لنا على الحياة، فكما تعلمون الحياة أصبحت في غلاء مستمر، ونحن شابات ونحتاج لمصاريف دراسة ومستلزمات أخرى وهذه خطوة رائعة وموفقة. وتشير دانية بأنها تدربت جيداً لدى تقديمها للعمل في الشركة المتخصصة في بيع المستلزمات النسائية، وأيضاً تدربنا بشكل مكثف لمدة شهر على كيفية البيع والشراء، وحسن التعامل وترتيب المحل من كوي وترتيب إلى أن تمكنا من العمل فعلياً، وها نحن نخوض تجربة البيع على أرض الواقع.