أصبح معظم سكان أحياء نجران مثل الفيصلية وأبا السعود، محرومين من غالبية الحدائق العامة، بعد تحويلها إلى حدائق استثمارية، وبعضها تحول إلى ثكنات من الغرف المغلقة والمهجورة، بعد توقف المستثمرين عن إدارتها وإصلاحها منذ أكثر من سنة ونصف السنة، وظلت كما هي على حالها، فيما تخلو بعض حدائق على طريق الملك فيصل بالقرب من كلية التربية للبنات من خدمات التشجير، التسوير، ملاهي الأطفال وكراسي الجلوس. وفيما طالب الأهالي بإعادة الاهتمام بهذه الحدائق، قال ل«عكاظ» أمين منطقة نجران المهندس فارس بن مياح الشفق «هذه الحدائق مستثمرة بموجب عقود تنص على استخدامها كحدائق عامة، مع توفير خدمات لمرتاديها، وتقيد بعض المستثمرين بذلك، والبعض الآخر وجهت لهم خطابات بمزاولة النشاط أو تسليم هذه الحدائق للأمانة حتى يجري استخدامها بالوجه الصحيح الذي وضعت من أجله، وعند انتهاء فترة الإنذارات الموجهة لهم ستبطق الأمانة الأنظمة والتعليمات تجاه سحب هذه الحدائق وإعادة تأهيلها بالوجه الأكمل والصحيح». وبين أن إدارة الاستثمارات في الأمانة تتابع هذه المواقع بصفة مستمرة حتى يتم تصحيح الوضع، مشيرا إلى أن الأمانة بصدد تنفيذ أربع حدائق داخل الأحياء السكنية بأحدث التصاميم، مع مراعاة احتياجات السكان والزائرين فيها، ووضع ممشى لممارسة الرياضة، مسطحات خضراء، مظلات للعائلات، ألعاب أطفال، تشجير وشبكة ري آلية، مؤكدا أن الأمانة بصدد إحياء وتطوير الحدائق داخل أحياء نجران. وكشفت عدسة «عكاظ» أن حديقة حي الفيصلية أصبحت مهجورة منذ أكثر من سنة، وباتت مسرحا لضعفاء النفوس لعدم تشغيلها وبقاء غرفها وساحاتها مهجورة، تسكن بعض العمالة في أروقتها، وأصبحت بعض ملاحقها وغرفها مفتوحة أمام أي دخيل يمكن أن يستغل غياب الرقابة عليها لعمل أي شيء سيئ، ويلاحظ استغلال بعض مرافقها لعمل ديوانيات شبابية، حماماته مفتوحة، غرف مهجورة ومخلفات أثاث منزلي. عدسة «عكاظ» رصدت في داخل الحديقة مسطحات خضراء مكسوة بالأتربة وحماماتها متسخة مفتوحة، ومتاحة لأي عمل إجرامي، وغرف مفتوحة على جوانب الحديقة لا تستقبل سوى ضوء الشمس من نوافذها كل صباح، وعند الغروب يمكن لأي عابر التسلق عبر جدرانها القصيرة بسهولة والدخول إليها دون رقيب، وفي وسط الحديقة ألعاب مكسرة ومهملة، لا تسمع سوى حراك أوراق الشجر الصغيرة من جذوع الشجر الكبيرة بعد تقطيعها أوصالا تتحرك نحوها ببطء وكأنك تدخل كهفا لا تعرف من ستلتقي به فجأة. وتعاني الحدائق الأخرى في بعض الأحياء السكنية من غياب الخدمات، خصوصا الواقعة على طريق الملك فيصل في حي الفيصلية، تحيط بها المساكن من كل مكان، يتمنى سكان الحي أن تحظى هذه الحدائق باهتمام ورعاية أمانة نجران التي تركتها أرضا جدباء تكسوها بعض الأشجار الخفيفة، وأرض ترابية لا يوجد متر واحد أخضر فيها، تفتقر للتشجير والألعاب ومقاعد للجلوس. يقول فهد الجليل أحد سكان الحي «هذه الحديقة أصبحت حديث أهل الحي، فهي تفتقر لخدمات التشجير والتسوير وألعاب للأطفال، وهناك آباء لا يستطيعون الذهاب بأطفالهم إلى حدائق بعيدة مثل حديقة الملك فهد». ويؤيده كل من هاشم المصعبي، أحمد مفلح وعلي المصعبي مؤكدين أن مثل هذه الحدائق وسط الأحياء تخدم السكان ويتمتع بها الأطفال قريبا من منازلهم، إلا أنها تعاني من سوء الخدمات. وطالب سكان الحي أمانة نجران بالتحرك لإحياء هذه الحديقة التي أصبحت منذ سنوات مهجورة وبلا خدمات، متسائلين عن سبب تأخير تشجيرها وتسويرها لتكون لهم متنفسا كبقية الحدائق الكبيرة.