أن تقف حائرا بين معشوقتك وحبيبتك.. بين روحك وجسدك.. بين من تتنفسها عشقا، وبين من فتحت لك ذراعيها.. لابد أن تكون في موقف يصعب على متعلق بالحب وصفه.. هذا ما كنت أشعر به عندما غضبت معشوقتي جازان على حبيبة اسمها «عكاظ». جازان التي أشعلت حبها في وجداني.. منذ أن كنت صغيرا زائرا «لعشة» جدتي عقيلة.. أبدأ يومي ب «صفارتها» والتي لا تزيد على قهوة مباحة للأطفال و«بسكويت» وحبات من التمر.. فتشعل بعدها «الموافي» لتشعل معها الحب الكامن في صدري. حب تجاوز حدود المعقول ليطال الجنون في الأعماق. حب زينته عقود الفل التي تفوح من بيوت الأعراس.. وأطربته «زلاف» الرقص لتتحول إلى معزوفة عنوانها ولاء وتقدير. لا أنسب ذلك الحب لنفسي ولكن أتقاسمه مع كل جيزاني «حال» في ديرتي أو اغترب عنها. فلا شيء نتقاسمه في جازان غير الحب.. والحب فقط.. فكيف الآن أقع بين حبيبتين؟. بين جازان و«عكاظ». جازان التي صنعت في حبا اسمه الوطن.. وبين «عكاظ» التي صنعت في حبا اسمه جازان. كيف علي الآن أن أفك تلك الطلاسم؟ كيف أفك عقدة العتاب والغضب والزعل؟ فإذا كانت «عكاظ» العين.. فجازان الرأس!! لحظات صمت قضاها كل جازاني في «عكاظ».. وأيام من التفكير العميق.. لكننا أعدنا ترتيب بيت القصيد. مستسمحين من عملاق الشعر في جازان.. إبراهيم مفتاح لنستأذنه في صياغة جديدة لقصيدته.. ونقول: العذر جازان.. أو موت على الميناء.