عندما تغزل الشاعر إبراهيم خفاجي في جازان الأرض والمكان، في خضر الروابي والسفوح غير حب الساكنين هو في قلبي مكين، مبررا في مغازلته اعذروني في الهوى يا هل الملام، والسبب نظرة وربي قد بلاني بالسهام. نعم فجازان تسكن قلوبنا جمعيا، ويحق لنا أبناءها أن نتغنى ونتفاخر بجازان وبكل شبر من أرض الوطن الغالي علينا جميعا. فما يكاد الزائر لمنطقة جازان أن يغادرها، إلا وقد كتب قصة عشق، تحتل مكانا استراتيجيا على خريطة وجدانه. كيف لا.. وجازان الأرض والإنسان أسرت القلوب قبل العيون، لتشكل لوحة فنية بين محب غيور، لا يقبل بأي حال من الأحوال الإساءة لحبيبته، أو تشويه وإخلال صورتها. هذا حال العاشق عندما يكون زائرا فحسب.. فكيف الحال بإنسان جازان الذي أبصرت عيناه النور وعاش جل عمره على أرضها وتحت سمائها، شاربا وآكلا من خيرات أرضها. • برغم الإساءة التي طالت أهالينا في جازان من خلال بعض الأقلام الخاوية أصلا من البعد الفكري والاجتماعي، أو الانتماء الحقيقي لأي جزء من هذا الكيان الكبير، وبرغم حجم الإساءة ومدى تأثيرها على الأهالي، إلا أن يقيني الجازم بأن سمة التسامح الجامحة في إنسان جازان تتجاوز حدود الإساءة، مع الاعتبار أن الجازاني لا يقبل المساس بكرامته وإنسانيته في كل الأحوال. • كلنا أبناء منطقة جازان وإن كنا خارج أرضها، لا يمكن أن نهنأ دون تواصل فكري ومعنوي واجتماعي مع إنسان جازان وأرضها التي أحبتنا قبل أن نحبها. وبلا شك كنت وزملائي من أبناء المنطقة نتألم من تلك الإساءة التي صدرت في تقرير من صحيفة لها امتداد وترابط وثيق بينها وأبناء المنطقة، صغيرها وكبيرها نساءها ورجالها، حتى ممن لا يستطيعون القراءة من كبار السن، ما زلت أتذكر حرص بعضهم شراء الصحيفة في وقت مبكر، ليقرأ أبناؤهم على مسامعهم أبرز أخبارها ومقالات كتابها. • جازان كما يعرفها الجميع، شريك أساسي في كل المحافل الثقافية والاجتماعية والعلمية والرياضية والفنية، فمن المستبعد أن تعقد تظاهرة في أي مجال دون أن يكون للإنسان الجازاني حضور ومشاركة فعالة فيها، بل تعدى ذلك الحدود لتصل المشاركة الجازانية إلى المحافل الدولية، وتحقيق التميز في مختلف الفنون. والرائع في أبناء جازان تواصلهم الثقافي والفكري والاجتماعي وحرصهم الدائم في مواكبة المجريات والمستجدات في كافة الجوانب ذات العلاقة، وهذا ما جعل الجازاني يتوهج ويبرز في مختلف المجالات. حقا جازان وإنسانها يستحقون التقدير والحب، فهي تمازج بين طيب الأرض وأصالة إنسان.. إنها جازان.