أنهى حرس الحدود السعودي عام 2011 بتسجيل عملية إنقاذ رقم 600، والتي استقبلها مركز التنسيق لعمليات البحث والإنقاذ لمحور البحر الأحمر، والذي نجح في إنقاذ حياة بحارة مركب «شحاتة» المصري الذي كان يقل على متنه 7 أشخاص، وكان مركز تنسيق عمليات البحث والانقاذ لمحور البحر الاحمر تعامل منذ تأسيسه مع 600 بلاغ بحري فيما سجل في عام 2011م 163 حادثة. وقال قائد مركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ لمحور البحر الأحمر والخليج العربي العقيد ناجي الجهني: منذ تلقي بلاغ من مركز البحث والإنقاذ للقوات الجوية المصرية لانقطاع الاتصال بالمركب المحترق، تم توجيه نداء إلى السفينة التجارية النيروجية التي رصدها مركز التنسيق السعودي، وتوجهت نحو المركب لتكون اول من يصل الى الموقع، وأكدت البيانات الواردة من ربان المركب النرويجي احتراق المركب المصري، وتم تحديد الاحداثيات التي انطلقت بموجبها السفن والقطع البحرية السعودية، مضيفا أن المركب وجد على مسافة تبعد نحو 28 ميلا بحريا شمالي الموقع، فيما يبعد موقع الحادث عن محافظة جدة نحو 200 ميل بحري 380 كلم، في حين يبعد نحو 180 كيلو غرب محافظة القنفذة. وأضاف أن المركب يبلغ طوله 32 مترا ووزنه 250 طنا. وزاد الجهني: هناك تنسيق على أعلى المستويات منذ بداية الحادث مع مركز البحث والإنقاذ للقوات الجوية المصرية والقنصلية المصرية من خلال وزارة الخارجية. من جهته، أبان الناطق الإعلامي لقيادة حرس الحدود في منطقة مكةالمكرمة العقيد صالح الشهري، أن البحارة ال7 كانوا يستقلون مركب صيد كبيرا بعد خروجه من المياه الإقليمية المصرية، وأثناء إبحاره تعرضت المحركات لحريق أدى إلى احتراق قوارب النجاة التي كانت في علو منطقة الحريق، ما أدى إلى لجوء البحارة لمقدمة المركب للاحتماء من النيران، وعلى الرغم من الأحوال الجوية السيئة وحركة الأمواج واللون الرمادي للمركب التي كانت تعوق مشاهدة المركب أثناء أعمال البحث، نجحت جهود قوات حرس الحدود والقوات البحرية الملكية والدفاع الجوي في العثور على المركب على بعد نحو 28 ميلا بحريا شمالي موقع الحادث. وقال الشهري ل«عكاظ» إن فريقا طبيا مرافقا للسفينة الحربية التابعة للقوات البحرية السعودية (الدمام) قدم الرعاية الطبية اللازمة لطاقم المركب، وسحب المركب من الممر البحري إلى الحدود الدولية حفاظا على سلامة السفن والمراكب العابرة، مؤكدا أن البحارة ستنجز لهم إجراءات الوصول والمغادرة بعد الاطمئنان على صحتهم وسلامتهم. وفي الجانب المصري، اشاد السفير علي العشري القنصل المصري في المملكة، بالخدمات التي قدمت للبحارة المصريين في كلتا الحالتين اللتين تم انقاذهما في جازان وجدة، وأكد العشري على حسن الترابط بين الجانبين السعودي والمصري، مبينا أن العلاقات القائمة بين البلدين وطيدة. وألمح العشري الى أن البحارة ال32 الذين تم انقاذهم في جازان تم انهاء كافة اجراءاتهم وترحيلهم عن طريق مطار أبها أمس، فيما ستتم العناية ومن ثم انهاء اجراءات طاقم البحارة للمركب الجديد خلال الساعات المقبلة تمهيدا لإعادتهم الى مصر. بدوره، طمأن الدكتور محمد باجبير مدير ادارة السلامة والطوارئ في صحة جدة المسؤولين أن جميع البحارة تلقوا العناية الطبية اللازمة وحالاتهم الصحية مستقرة، ولم تسجل أي اصابات بدنية بينهم تذكر، عدا تعرض أحدهم لحروق بسيطة أثناء محاولته إخماد الحريق. «عكاظ» بدورها التقت طاقم مركب شحاتة، وقال قائدها أحمد طاهر عبده: فوجئنا فجر أمس الأول بارتفاع النيران من غرفة المحركات وسرعان ما تطور الوضع حتى أصاب اجزاء من المركب، عندها تمكن الطاقم من السيطرة على الحريق بعد جهد كبير. فيما قال محمد عبده الشربيني وهو احد طاقم المركب: جاهدنا النيران بكل قوة حتى تمكنا من اخمادها والنجاة، وسارعنا بتوجيه نداء استغاثة لقطاع حرس الحدود السعودي الذي تجاوب مشكورا على الفور، وقد وجه عدد من المراكب والطائرات نحو الموقع. في حين أكد البحار احمد محمد حسن انهم كانوا يسمعون اصوات الطائرات أثناء تحليقها في الأفق، ووضوح أنوار بعض السفن حتى اقتربت من الموقع، «وتم التأكد من وضعنا بعد ساعات قليلة وصلت الفرقاطة السعودية الدمام، وانتشلتنا من الموقع إلى داخل الاراضي السعودية». فيما قدم البحار محمد طلعت مصطفى شكره الكبير للبحرية السعودية وحرس الحدود على ما قدموه من عناية طبية، بالاضافة الى نقلهم والاطمئنان عليهم، وقال «وجدنا حسن الترحيب والاستقبال، ونشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين على جهودها لجمع العرب في صف واحد مهما كلف الأمر».