واصلت ايران تهديداتها لدول الخليج مستهدفة الكويت هذه المرة، بينما أعلنت في استعراض للقوة عن اختبار قضبان وقود نووي وإطلاق صاروخ متوسط المدى (أرض جو) خلال المناورات البحرية التي تجريها حاليا قرب مضيق هرمز. وقال محمود زير كجيان زاده رئيس شركة نفط الجرف القاري الايرانية الحكومية في لهجة حادة «إذا تم رفض دبلوماسية ايران سنمضي قدما في جهودنا لتطوير حقل أراش البحري للغاز في الخليج من جانب واحد، كما فعلنا في حقل هنجام الذي تتقاسمه ايران مع سلطنة عمان»، مؤكدا أن طهران ستطلق منفردة مشروع تطوير شامل للحقل ما لم تستجب الكويت لعرض تطوير مشترك. وأكد زير كجيان في تصريحه الذي نقلته وكالة الأنباء الايرانية الرسمية ان ايران أطلقت بالفعل عملياتها للتطوير والانتاج في حقل أراش ولا تتباطأ ترقبا لرد فعل من الكويت. ويقع حقل أراش على الحدود البحرية الكويتية الايرانية. ويطلق عليه في الجانب الكويتي اسم الدرة. ويقدر احتياطي الغاز في الحقل بنحو تريليون قدم مكعبة اضافة الى نحو 310 ملايين برميل من النفط. واحتجت الكويت لدى ايران لقيام الاخيرة بالحفر بحثا عن الغاز في الحقل المتنازع عليه حينما لم تتوصل الدولتان الى اتفاق حول ترسيم حدودهما البحرية في شمال الخليج. وتمتلك ايران ثاني أكبر احتياطات الغاز في العالم لكنها تواجه صعوبات منذ أعوام للاستفادة منها نظرا لتشديد العقوبات الدولية عليها مما دفع شركات الطاقة الاجنبية التي تمتلك الاموال والتكنولوجيا للإحجام عن التعامل معها. ويتعامل المستثمرون الاجانب بحذر مع ايران بعد أن أصبحت ترزح تحت ضغوط دولية متزايدة بسبب برنامجها النووي حيث تخشى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون من أن تكون ايران تحاول صنع أسلحة نووية تحت غطاء برنامج نووي سلمي للاستخدامات المدنية. وكان الشيخ خليفة ناصر الصباح عضو مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية وصف مؤخرا التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة السفن العالمية بأنها تكرار لتهديدات مماثلة أطلقتها في الثمانينيات خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية. واستبعد الشيخ خليفة نجاح إيران في إغلاق المضيق، مشيرا إلى أنها لم تتمكن من ذلك إبان الحرب مع العراق. وأضاف أن العالم لن يسمح لإيران بتهديد مصالحه خصوصا أنه يعتمد على المنطقة في معظم إمداداته النفطية. وفي اطار مناوراتها البحرية بالقرب من مضيق هرمز اطلقت ايران صباح أمس صاروخ ارض جو متوسط المدى. وقال الاميرال محمود موسوي الناطق باسم المناورات قوله ان «هذا الصاروخ المتوسط المدى ارض جو مزود باحدث اساليب التكنولوجيا لمكافحة الاهداف الخفية والانظمة الذكية التي تحاول اعتراض الصاروخ». وتابع انه اول اختبار لهذا النوع من الصواريخ «المصمم والمصنوع» في ايران. وكانت إيران بدأت في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي مناورات تستمر عشرة أيام في منطقة مضيق هرمز وبحر عمان والمحيط الهندي. ومضيق هرمز ممر ضيق لا يتعدى عرضه 50 كيلومترا وعمقه 60 مترا ويعبره ما بين ثلث و40% من النفط المنقول بحرا في العالم.