أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أن مكةالمكرمة هي منطلق استراتيجية المنطقة وأساس التخطيط وتوفير الخدمات لها، مضيفا أن كل شيء يبدأ من الكعبة وينتهي إليها، ويجب ربط التنمية في المنطقة على هذا الأساس. جاء ذلك بعد اطلاع أمير منطقة مكةالمكرمة على عرض إدارة التخطيط والتنسيق في وكالة إمارة المنطقة لشؤون التنمية، الذي يحوي مستجدات تنفيذ المخطط الإقليمي لمنطقة مكةالمكرمة والخطة العشرية، واشتمل العرض على ما يمثله المخطط الإقليمي لمنطقة مكةالمكرمة من رؤية استراتيجية تنطلق من خطة التنمية الوطنية الشاملة، ويضع تصورا كاملا لجميع المشاريع التي تحتاجها المنطقة حتى عام 1450ه، ويبين العرض أنه يجري حاليا تنفيذ 2096 مشروعا ضمن المرحلة الأولى للمخطط الإقليمي في مختلف القطاعات، الذي يهدف إلى تحقيق أهداف عديدة لمنطقة مكة، شملت تحقيق التكامل والتوازن الاقتصادي والاجتماعي بين الوحدات المكانية للمنطقة، وإنشاء مراكز تنمية جديدة لنشر التنمية وتنويع القاعدة الاقتصادية وصولا إلى تقليل الفوارق التنموية بين أجزاء المنطقة، وتدعيم جهود التنمية في المراكز التنموية المقترحة وفقا للمخطط لرفع مستوى معيشة السكان للحد من الهجرة الداخلية إلى المدن، وترشيد جهود التنمية طبقا للميزة النسبية لمواقع الأنشطة المختلفة، بحيث تحقق أكبر استفادة من الموارد المتاحة، وتحسين البيئة العمرانية ورفع كفاءة البنية التحتية والمرافق العامة. وأورد مخطط منطقة مكةالمكرمة دراسات تحليلية دقيقة، تضمنت المخطط المقترح، وإعداد تسمية مخططات شبه إقليمية لمحافظات القنفذة، رابغ، الليث، خليص، الكامل، تربة، الخرمة، رنية، والجموم، فيما استعانت بدراسات المخططات شبه الإقليمية التي تم إعدادها من قبل أمانات المدن في العاصمة المقدسة، جدة، والطائف. وحددت دراسة المخطط الإقليمي أهم القضايا التخطيطية للتنمية من خلال الدراسات التحليلية للأوضاع الراهنة، وفقا لثلاثة مرتكزات، الأول تحديد الفوارق التنموية بين المحافظات والتي أثبتت الحاجة إلى وجود خطة لتوجيه التنمية للمناطق الأقل نموا من الناحية الاقتصادية والسكانية، ثانيا: الموجهات الحاكمة لخطة التنمية الشاملة ويندرج ضمنها توسعات المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، الاستثمارات الحكومية الضخمة خلال 35 عاما في شبكات البنية التحتية، إنشاء وتشغيل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ، ومشروع مدينة الطائفالجديدة، في حين شدد المرتكز الثالث على تنويع القاعدة الاقتصادية في المنطقة وتتضمن تحديد القطاعات ذات الميزة النسبية لاستيعاب نمو السكان وتوفير فرص عمل حتى العام 1450ه. وجاءت مخرجات مخطط المنطقة التنموي منهجية لتقييم أولويات التنمية في قرى المنطقة من خلال دراسة الإمكانات المستقبلية للتنمية، الوزن النسبي للسكان، مدى توفر الخدمات الأساسية، البعد عن عاصمة المحافظة، والموقع ونوعية الطرق، عبر استخدام نظم المعلومات الجغرافية عند استنتاج تحديد صلاحية وملاءمة المناطق للتنمية، بحيث حددت إجمالي المساحات الممكن تنميتها في المجالات المختلفة وتمثل 44.6 في المائة من إجمالي مساحة المنطقة، وتفاوت المناطق الصالحة للتنمية بين مختلف محافظات المنطقة، وحدد المخطط الأدوار الوظيفية للمدن والقرى، شبكة الطرق وتدرجها الوظيفي، برامج الخدمات، وخطة التنمية الاقتصادية، بحيث تتوزع استخدامات الأراضي وفقا للآتي 16 % للتجمعات العمرانية، 10.4 % للاستخدام الزراعي، 19.1 % لأنشطة التعدين، و2.6 % للطرق والخطوط الحديدية. من جهة ثانية، اطلع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة على مراحل مشروع مجمع الدوائر الحكومية الذي يجري العمل على تنفيذه حاليا، ويمثل المشروع جزءا هاما من مشروع ضاحية بوابة مكة، والتي تقع في منطقة وسطية بين مكةالمكرمةوجدة، ويشمل تنفيذ مرافق حيوية وخدمات للمواطنين وللمراجعين، منها: إنشاء فندق ومساكن للموظفين ومحال تجارية متعددة الأغراض، وسيساهم المشروع الجديد في توسيع دائرة النطاق العمراني ويطرح مجالات أوسع للاستثمار، كما سيؤدي مجمع الدوائر الحكومية إلى تخفيف حركة السير داخل مكةالمكرمةوجدة التي يسببها وجود الدوائر الحكومية داخل نطاق الأحياء وعلى الشوارع الرئيسية.