تضع المعارضة السورية النظام وبعثة المراقبين على المحك، في أول جمعة يتواجد فيها المراقبون على الأراضي السورية ليكونوا شهود عيان على ما يجري في البلاد من احتجاجات تعم المدن السورية. ودعا ناشطو المعارضة السورية كما في كل أسبوع إلى التظاهر أمس، بينما يواصل مراقبو الجامعة العربية مهمتهم في هذا البلد غداة مقتل 27 شخصا برصاص قوات الأمن. وكتب الناشطون على صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «سنسير اليوم نحو ساحاتنا محررين لمن استطاع بصدور عارية». وأضافوا «سنستغل وجود المراقبين في أي مكان يكونون به لنريهم كيف تكون الحرية، وإن استطاعت جموع حريتنا الوصول للساحات فلنسر نحوها». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في تصريح صحافي إن «مبادرة الجامعة العربية هي الضوء الوحيد في الليل المظلم الآن». وأضاف «لا نريد أن نصدر الأحكام المسبقة قبل أن تنتهي مهمة الجامعة»، مؤكدا أن «مجرد وجود اللجنة في حمص كسر حاجز الخوف عندما استقبلت بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو سبعين ألف شخص». وقال المرصد إن «نحو ثلاثين ألف مواطن يعتصمون في ساحة المسجد الكبير في دوما القريبة من دمشق التي دخلت في حالة عصيان مدني مع تراجع قوات الأمن إلى المراكز الأمنية والحكومية». هذا ووقعت صدامات عنيفة بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن السورية في مدينة دوما في ريف دمشق أوقعت أكثر من 24 جريحا، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن «24 مواطنا على الأقل أصيبوا بجروح إثر استخدام قوات الأمن السورية القنابل المسمارية لتفريق عشرات آلاف المتظاهرين في المدينة» الواقعة في ريف دمشق. من جهة أخرى، قال قائد الجيش السوري الحر الذي يضم عسكريين من المعارضة السورية إنه أصدر أمرا لضباطه بوقف كافة الهجمات على قوات الأمن الحكومية خلال زيارة وفد المراقبين العرب. وقال العقيد رياض الأسعد في تصريح صحافي «أصدرت أمرا بوقف كل العمليات منذ اليوم الذي دخلت فيه اللجنة سورية يوم الجمعة الماضي. كل العمليات ضد النظام ستتوقف إلا في حالة الدفاع عن النفس». إلى ذلك، أعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الستير بيرت، أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وناقش معه تطورات الأوضاع في سورية. وقال بيرت في بيان له أمس إن «المملكة المتحدة دعمت باستمرار الجهود التي تبذلها الجامعة العربية لتشجيع نظام الرئيس السوري بشار الأسد على وضع حد لدوامة العنف في سورية»، مشيرا إلى أنه ناقش مع الأمين العام موضوع نشر بعثة المراقبة لجامعة الدول العربية ل «متابعة امتثال سورية لخطة الجامعة العربية لحل الأزمة الراهنة».