تحتفظ سوق السمك في الكعكية منذ أكثر من 20عاما، بأصالتها المعهودة، كما تحتل مكانة مميزة بين الأسواق الشعبية في مكةالمكرمة، وأيضا من المناطق المجاورة مثل الجموم، وادي فاطمة ونعمان، حيث تنهض السوق باكرا لاستقبال زبائنها الذين يقصدونها من كافة أنحاء العاصمة المقدسة، وخاصة في يوم الجمعة من كل أسبوع حيث تشهد السوق إقبالا كثيفا كيف لا؟ وهي السوق الوحيدة في مكة المتخصصة في بيع الأسماك بكافة أنواعها، حيث تسمع أصوات الباعة من مسافات بعيدة وهم يرددون بأصوات مميزة (هامور، زبيدي، ناجل). أما زبائن السوق، فأغلبهم من الرجال من مختلف الجنسيات الذين يقصدون السوق برفقة أطفالهم الصغار الذين يأتون للترفيه، والتعرف على أنواع الأسماك، ولا يخلو المشهد من بعض النساء اللاتي يقصدن المكان لتأمين حاجتهن من الأسماك بأنفسهن وممارسة عادة الفحص والاختيار والتدقيق وهي ميزة لا يجيدها إلا النساء. رقابة بلدية أوضح أحمد علي (من مرتادي السوق)، أن سوق السمك في الكعكية هي السوق الأقدم في مكةالمكرمة على الإطلاق، وتجمع خيرات البحر ليس فقط من محافظة جدة، بل ومن مناطق أخرى مثل الليث، القنفذة، ينبع ورابغ، وتستقطب مزيدا من الزبائن يوما بعد يوم، ويضيف: مع مرور الأيام تغير حال السوق وبات جميع العاملين في السوق من الجاليات الوافدة التي يعمل بعضهم بطرق غير نظامية، وتتحكم في السوق وتحتكر نوعيات معينة من الأسماك وإخفائها تمهيدا لرفع الأسعار، وزاد: «بعض الأسماك لا يعرف مصدرها ولا أحد يضمن جودتها أو سلامتها، خصوصا في ظل ضعف الحملات الرقابية والكشف الميداني من قبل الجهات المختصة»، فيما أكد صالح الزهراني سيطرة العمالة الوافدة على السوق وخاصة الجنسيتين البرماوية والبنجلادشية، ويضيف: لا أحد يضمن جودة الأسماك التي تبيعها هذه العمالة، ولا حتى مصدرها، وطالب بتشديد الرقابة على السوق للتأكد من جودة الأسماك وسلامة العاملين من الأمراض المعدية، خاصة أن الأسماك من السلع الحيوية ويقبل الناس على تناولها بكثرة، وتحتاج لعناية خاصة حتى لا تفسد. للنساء رأي من جانبها، بينت أم خالد أنها تقصد السوق لتأمين احتياجاتها من الأسماك، وتضيف: التواجد الكثيف للعمالة الوافدة في السوق أدى إلى تراجع أعداد النساء عكس ما كان عليه الوضع قبل عشرة أعوام تقريبا، عندما كانت النساء تقصد السوق بأعداد كبيرة لاختيار الأسماك بأنفسهن ووفق حاجتهن وحاجة أسرهن، وخلصت إلى القول: «وجود العمالة الوافدة المتزايدة أدى إلى تراجع أعداد النساء في السوق، خصوصا وأن هذه العمالة تتحكم في السوق وترفع الأسعار وفق هواها بعيدا عن رقابة الجهات المعنية» . وأوضح محمد صديق (صاحب محل قلي الأسماك في سوق السمك في مكةالمكرمة) أن أغلب من يقصد محله هم من السعوديين وبعض الجاليات العربية المقيمة، ويضيف: يزيد إقبال الناس على تناول الأسماك يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع حيث يشهد المحل ازدحاما شديدا، وزاد: «أسعار القلي ثابتة ولا تتعدى بضع ريالات للكيلو غرام الواحد»، وختم بالقول أحيانا نعتذر عن استقبال الطلبات لكثرتها. أنواع الأسماك وذكر الوافد إبراهيم نور، أنه يعمل في سوق الأسماك منذ سبعة أعوام، وكان في البداية يساعد والده في بيع الأسماك قبل أن يعتمد على نفسه ويعمل لحسابه الخاص، ويضيف: الأسماك نوعيات لا حصر لها، أما المعروض منها في هذا السوق فقط أنواع معينة ومعروفة للمستهلك، وعلى رأسها سمك الصافي، الشعري، السبيتي، الحمرا، الهامور، الزبيدي والشعور، مبينا اختلاف الأسعار تبعا للمواسم، فيما يعتبر سمك الهامور أحد أكثر الأسماك شعبية هنا في مكةالمكرمة وفق نور، فيما ذكر أبو سعيد، وهو وافد آخر، أن السعوديين يشكلون أكثرية المترددين على سوق السمك في مكةالمكرمة، يليهم أيضا بعض الجنسيات العربية والآسيوية، وأردف: «أحيانا تأتي النساء لشراء السمك وأغلبهن على معرفة جيدة بأنواع الأسماك تفوق أحيانا الرجل، خصوصا وأنهن يدققن أكثر، ولا يتسرعن في الشراء عكس الرجل، وهناك من السائقين من يقصدون السوق لتأمين حاجة الأسر من الأسماك، وبما أنهم لا يعرفون أنواع الأسماك لذلك يزودهم أرباب عملهم بقائمة الأنواع المطلوبة، «ونحن نساعد على تأمين حاجتهم وفق ما هو مدون في القائمة، وخلص إلى القول: «تبدأ أسعار الأسماك من 35 ريالا وتصل أحيانا ل 70 ريالا للكيلو غرام الواحد بحسب النوعية وجودتها». جولات تفتيشية إلى ذلك، أكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات في أمانة العاصمة المقدسة سهل حسن مليباري، استمرار الجولات التفتيشية على سوق السمك الواقعة في حي الكعكية في مكةالمكرمة، وقال: تنفذ بلدية المسفلة الفرعية جولات منتظمة على السوق للكشف على الأسماك والتأكد من صحتها، ومصادرة الفاسد منها وإتلافه وإقفال المحل وفرض غرامات مالية وترحيل العامل إذا كان من مخالفي أنظمة الإقامة، علما أن رجال البلدية يواجهون بعض المضايقات من العاملين داخل السوق أثناء عمليات التفتيش.