أكد متعاملون في سوق الاسماك بمحافظة رابغ انخفاض مستوى دخلهم الى النصف بسبب استغلال العمالة الوافدة لغياب التنظيم الجيد لنشاط قطاع الاسماك بالمحافظة ساعدها في ذلك اقتصار فترة المزاد إلى ساعتين في الصباح وهو الوقت الذي يقل فيه المستهلكون، مشيرين إلى ان هناك سيطرة على السوق من بعض العمالة الوافدة التي تتعمد اغراق السوق بكميات كبيرة من إنتاج أبناء جلدتهم الامر الذي أدى الى انخفاض عائدات انتاج الصياد الوطني من السمك بنسبة تتراوح ما بين 30 –40 في المائة وبيعها بثمن بخس مقارنة بما تباع به نفس السلعة بعد إعادة الوافد بيعها في المساء بسعر مضاعف يصل الى 100 في المائة في بعض الانواع واحتكرت نشاط التوزيع على المحال التجارية والاستراحات والمطاعم مما جعل دخل صيادي الاسماك في تذبذب ونشاطهم في ركود وأجبر الشباب منهم على هجر المهنة وأشاروا الى أن إنشاء سوق مركزي للمنتوجات البحرية مكتمل التنظيم مستوف للشروط والمواصفات وتحت رقابة ورعاية جهة حكومية يعيد للنشاط السمكي أهميته وفائدته لممارسيه، لافتين إلى أن سوق المنتج السمكي بالمحافظة في الوقت الحالي غير مناسب وموقعه غير ملائم. يقول سامي محمد الحربي ( صياد ) : البيع بطريقة المزاد الحراج في الفترة الصباحية حرم المستهلكين الحقيقيين من شراء احتياجاتهم من الاسماك بأنفسهم ومنح العمالة الوافدة التلاعب بالاسعار واحتكار السلعة ولا يلبي حاجة سكان بقية المراكز المجاورة لحضور المزاد وكذلك الموظفين بالدوائر الحكومية والشركات النفطية برابغ نظرا لارتباطاتهم الوظيفية مما خلق حالة ركود و تدن في الاسعار جيرتها الوافدة لرفع نسبة ارباحها الى 70 في المائة وربما 100 في المائة في بعض الاصناف فيما أجبر الصياد على بيع إنتاجه وفق استراتيجية الوافد وللقضاء على هذه الظاهرة الجشعية بات من المؤكد أن لا مناص من إعادة وقت الحراج للفترة المسائية بعد صلاة العصر وليس بالضرورة الغاء الصباحية. وأضاف أحمد ابو ساعد ( صياد في ميناء الذيب ) أن ترك باب الحرية للصياد ليبيع انتاجه من السمك في الوقت الذي يراه مناسبا له كما هو معمول به في المناطق المجاورة ضرورة ملحة والحراج في المساء يلهب الاسعار للصياد ويزيد دخله كثيرا ويجعل السعر معتدلا بالنسبة للمستهلك لانه أصبح بإمكانه الحصول على حاجته من السمك من الصياد مباشرة دون وسيط أجنبي كما يضمن وصول السمك أكثر سلامة وطازجية للمستهلك. يقول الصياد أبو بدرعبدالله الغانمي إن نشاط قطاع الأسماك بمحافظة رابغ في الوقت الحالي غير منظم ويمارس بصورة فردية في جميع مراحله سواء فيما يتعلق بالانتاج أوالتسويق والتوزيع. ويضيف نحن الصيادون غير راضين عن النشاط بوضعه الحالي، لكون العمالة الأجنبية هي المسيطرة والمتحكمة في كل مراحله مما أدى الى نشوء ظاهرة العشوائية التي يعاني منها الصيادون المحليون سواء في الصيد أ والحراج أو البيع والتوزيع داخل أسواق الأسماك. وعزا الغانمي ذلك لغياب التنظيم الجيد لهذا النشاط ، وقال تحقيق الجدوى الاقتصادية يحتم إيجاد سوق مركزي منظم لحركة دخول وخروج الأسماك على أن يخضع للسيطرة والمراقبة من قبل جهة حكومية وألا يترك الأمر في أيدي العمالة الأجنبية، فالوضع الحالي لنشاط قطاع الأسماك مأساوي. وتطرق محمد سالم المحمدي ( متعامل في سوق الاسماك ) واتفق معه حمود حامد السهلي ( صياد ) الى سياسة إغراق السوق التي تنتهجها العمالة الوافدة والاثار الاقتصادية السلبية المترتبة عليها لاسيما في ظل الكثافة العددية والنوعية الهامورية لهم مما جعلهم يحكمون سيطرتهم على المنتج صيدا وتسويقا ووضعوا الصياد المحلي على هامش اقتصاديات المهنة فالعمالة تعمل على تراجع سعر السمك بعرض صيدها الوفير من السمك بالحراج وبيعه بثمن لا يستطيع البيع بمثله الصيادون الذين يصطادون صيداً نظامياً كونهم يبذلون جهداً كبيراً نظير صيد القليل من السمك وفي النهاية عندما يعرضونه في البنقلة يجدون الوافدين سبقوهم بعرض سمكهم الوفير وبيعه بسعر منخفض.