الأمراض لا تأتي في كل الأحوال بدون أسباب أو تراكمات، بل قد تكون نتيجة طبيعية لممارسات وسلوكيات خاطئة يرتكبها الإنسان فيضر بها نفسه التي لا تملك طاقة فولاذية لتحمل كل هذا العبث الذي يعصف بصحتنا. والصحة ليست معايير ومقاييس ثابتة تطبق على كل الناس، هذا إذا قبلنا أن الصحة النفسية تملك لجام الصحة الجسدية بكل معاييرها وقراءاتها وأرقامها. فالصحة إذن هي التكامل الجسدي والعقلي والاجتماعي وهذا ما اتفق عليه المختصون وأكدوه لتعريف الصحة، فلا يمكن للجسد أن يهنأ في ظل هذه المنغصات النفسية والاجتماعية المستمرة والمستنزفة لصحتنا وعافيتنا. أمور كثيرة في حياتنا تلعب أدوارا كبيرة في تحديد مستوى صحتنا، وعند العلاج لا نفكر إلا في النتائج وما قد تم وننسى ونهمل العلاج الوقائي الذي هو لب الفكر العلاجي. لماذا لا نهتم بالطرق الوقائية الجديدة التي جعلت في بعض الدول متوسط عمر الإنسان يتجاوز الثمانين عاما، لماذا لم نفكر بهذه السنن التي أوجدها الله لنحيا حياة صحية كريمة. الجهات العلاجية المختلفة من مستشفيات كبيرة ومراكز طبية متخصصة هي ليست كل الحل ولا حتى جزءا منه، لأنه وببساطة شديدة لا يصل إليها إلا من قد أصيب بالمرض، لذلك لا يمكن أن تنهض صحة مجتمع في أي ركن أو زاوية في هذا العالم بدون النهوض بمراكز الرعاية الصحية الأولية وتعزيز دورها في تثقيف وتوعية المجتمع صحيا ونشر ثقافة الوقاية من الأمراض المعدية والمزمنة، والاهتمام قبل ذلك بصحة البيئة وبالفرد والأسرة بصفة عامة، هذا ما يجب أن يكون عليه توجهنا واهتمامنا وإلا سنظل كمن يصر دائما أن لا يرى الفيلم إلا من الآخر. [email protected]