في الحياة الإدارية الراهنة، يبرز فرق كبير بين (المسؤول الموظف) و(المسؤول القائد) وبينهما فرق في الأداء والصورة المهنية والمجتمعية، تنسحب أحيانا إلى المؤسسة بأسرها، مثلما يبرز أيضا في الحياة العامة؛ تمايز كبير بين مواطن يتمتع بالمواطنة الإيجابية الفاعلة، وآخر تسكنه المواطنة السلبية الساكنة، التي يتجاهل فيها المواطن، متطلبات المواطنة الإيجابية، ودوره الوطني في المساهمة في إبراز السلبيات، ودعم الإيجابيات، والتعاون في معالجة مكامن الخلل، وتقديم المصلحة العليا للوطن على ما عداها، وتجاوز الأطر الضيقة إلى التطلع نحو نظرة وطنية عليا، نحو التطوير والتنهيض الشامل في كافة المجالات والميادين. بمعنى، تتطلب تحديات المرحلة الحالية، أداء أكثر فاعلية وحيوية وشمولية، لمختلف القيادات الوسطى والعليا في المنظومة الإدارية،لتفعيل وتناغم أداء المنظومة والتناصح والتعاون والتبادل المعرفي في كافة الملفات المتقاطعة، خاصة القطاعات الخدمية والحيوية، فالجسم الإداري كتلة واحدة، في الأهداف والوظائف والصورة العامة. واللافت حاليا بروز ظاهرة جديدة في الحياة الإدارية السعودية، تعتمد سلوكيات لا تتفق أحيانا مع الأدوار المنشودة من القيادات التنفيذية، لجهة انحسار الأدوار، وضعف المساهمة في الحياة العامة، سيما في تطوير الأداء العام، وتفعيل الحراك الإيجابي على كافة مساحات الهيكل الإداري، بعيدا عن فلسفة (لا علاقة لي بما يحدث خارج المؤسسة) أو الاستناد بأن بعض الموضوعات والقضايا خارج نطاق العمل أو المسؤولية أو الصلاحية، إلا أنها تظل داخل نطاق مصلحة الوطن (البيت الكبير) لذلك، تبقى بعض السلبيات دون معالجة، أو ملاحظة صادقة، أو توصية أمينة، أو مقترح رشيد، من هذا المسؤول أو ذاك،في وقت تتطلب فيه المصلحة العليا، إعطاء الأولوية القصوى للنظرة الوطنية الشمولية، والأهداف العليا، لا أن تنحسر الأدوار القيادية في أدوار وظيفية بحتة، تحسبا لسوء فهم قد ينتج من ذلك المسؤول أو تلك المؤسسة، ما يعني تأسيسا لقاعدة جديدة (لا علاقة لكم بأعمالنا، ولا علاقة لنا بأعمالكم)، فتجتمع أحيانا سلبية المسؤول مع سلبية المواطن، وذلك على حساب مصلحة الوطن ومستقبله. Gmail.com@alfirm للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة