يدور حاليا جدل غير معلن، حول واقع العلاقة بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام، التي يفترض أن تكون علاقة تكاملية تقوم على المنافع المتبادلة، فكل منهما تحتاج الآخر، الإعلام يحتاج المعلومة (أساس المادة الصحفية) والأجهزة تحتاج النشر الإعلامي للوصول إلى الرأي العام. إلا أن الواقع يكشف عن تنافر وليس تكاملا، بين بعض مكونات المنظومة الإدارية وبعض الوسائل الإعلامية. لن أنحاز هنا إلى طرف دون آخر، ولكن اللافت هو اعتقاد بعض المسؤولين أن الصحف غير منصفة في سياساتها التحريرية، ما يفضي إلى تجاهل ما تنشره الصحف، وعدم الرد على ما ينشر، وقد يكون ذلك إهمالا أو منهجية معتمدة في بعض الأجهزة، وهو ما يزيد من حدة التنافر، الذي ينعكس سلبا على اتجاهات الرأي العام وصورة المنظومة. بمعنى، أن الانطباع السلبي عن الجهاز أو المؤسسة، لايقتصر ضرره على النطاق المؤسسي للجهاز بل يمس المنظومة الإدارية بأسرها، وهو ما يفسر التوجيه الملكي بأهمية الرد على ما ينشر في وسائل الإعلام. وإصلاح العلاقة؛ يتطلب أن تدرك الأجهزة الحكومية الوظيفة الرئيسة للنظام الإعلامي، ودوره الرقابي في منظومة الحكم لرصد الظواهر السلبية التي تهدد المجتمع، واستثمار الإعلام كرافعة للتطوير المجتمعي، وكعين رقابية داعمة للتماسك الاجتماعي وتنهيض الأداء. وتطوير العلاقة بين الأجهزة والوسائل، يؤسس لقيام معايير مجتمعة تحكم المسلكيات التنموية، وتسهم في رفع معدل الرضى المجتمعي ورفع مستوى الثقة الوطنية، ومكافحة الفساد والترهل الإداري، وكذلك تمكين المواطنين من المشاركة في الحياة العامة، من خلال النقد والحوار بين المستفيدين من خدمات الأجهزة وصناع القرار في المؤسسات، لدفع عجلة التطوير والتنمية المستدامة. الإشكالية هنا، تكمن في عدم إدراك بعض المسؤولين في بعض المؤسسات والأجهزة لحتمية قيام النظام الإعلامي بدوره الوطني الرقابي، وأهمية تفهم المستجدات الحادثة في المشهد الإعلامي، ومتغيرات الرأي العام. فالنظام الإعلامي يتأثر بما يجري من حوله من متغيرات تقنية ومهنية وفكرية، وهذا يتطلب أن تكون اتجاهات المسؤولين في الأجهزة؛ إيجابية نحو وظيفة الرقابة المجتمعية لوسائل الإعلام، على أن تطور الوسائل الإعلامية أيضا أدواتها الإعلامية، وفق منهجية صارمة، لجهة المصداقية والدقة والموضوعية، وصولا إلى علاقة تفاعلية بين مكونات المنظومة الوطنية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة