نشرت صحيفة عكاظ (السبت) تقرير ديوان المراقبة العامة، الذي يكشف إجمالي الاعتمادات المالية التي لم تستفد منها الجهات الحكومية المختلفة، ما يقارب 13.6 مليار ريال مخصصة ل 555 مشروعا متعثرا، حيث لخص التقرير أسباب عدم الصرف من الاعتمادات المالية إلى ضعف قدرات بعض الأجهزة الحكومية المشرفة على المشروعات، وتراخي بعض الجهات في اتخاذ الإجراءات النظامية المنصوص عليها في نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، كما سبب ديوان المراقبة تعثر تنفيذ المشروعات إلى افتقار بعض الجهات الحكومية للكفاءات العلمية والخبرات المهنية للإعداد والتخطيط للمشروعات المختلفة والمتنوعة. وهذا يعني، أن توفير المخصصات المالية، ووجود الإرادة العليا في الإنفاق السخي على المشاريع التنموية، ليس بالضرورة أن يتم تنفيذها على أرض الواقع، وتحقيق تطلعات القيادة وطموحات المواطنين في تحقيق نقلة حضارية وتنموية في مختلف مناطق المملكة. وهذا يعود مثلما أشار ديوان المراقبة العامة إلى ضعف قدرات الأجهزة وافتقار المؤسسات إلى الكفاءات العلمية والمهنية من جهة، والتراخي، بل الترهل في الأداء العام، بمعنى أنه تمت إعادة 13 % من الموازنة إلى الدولة، بعد العجز في تنفيذها. وهنا تبرز الحاجة إلى أهمية صياغة مشروع وطني جديد، لبناء الحياة الإدارية السعودية، على أسس جديدة وتنافسية، لتحقيق الأهداف الوطنية من جهة، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة وتوسيع المشاركة في برامج البناء الوطني من جهة أخرى. وهذا يتطلب الابتعاد عن كافة أساليب الحياة الإدارية التقليدية، فليس من المقبول مع وجود الإرادة السياسية والوفر المالي أن تعجز بعض مكونات المنظومة الإدارية في تحقيق المشاريع المعتمدة للوطن وأهله. والسب الرئيس في ذلك، يتمحور حول فكر وأداء بعض القائمين على الأجهزة الحكومية، وشاغلي الوظيفة العمومية، التي تتطلب إبداعا متجددا، وحلولا وطنية عاجلة وناجزة، للملفات الحيوية التي تمس حياة المواطن. نحن بحاجة إلى تجديد الحياة الإدارية وضخ دماء جديدة، لرفع الأداء العام للمنظومة الإدارية، بما يتفق والطموحات الوطنية العليا، وكسر انغلاق النخب الإدارية التي تعيد إنتاج نفسها بشكل مكرور، فالنجاح في تجديد المشهد الإداري بفاعلية أكبر، وبخطاب جديد، ينعكس إيجابا على برامج تنهيض الحياة العامة، مما يدفع بعجلة البناء والتطوير والتنمية المستدامة، في كافة المجالات والملفات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة