على الرغم من كل التحديات التي تشهدها حرفة الحدادة بشكلها التقليدي، إلا أنها مازالت تروي أحداث الزمن الماضي، وتشير إلى الأهمية الصناعية لمدن بعينها منذ قرون عديدة، وتتطلب مهنة الحدادة الصبر وقوة البأس، حيث إن صاحب هذه المهنة يتعامل مع الحديد والنار وسط العديد من المؤثرات التي عصفت بهذه المهنة، حتى أصبحنا نادرا ما نشاهد ذلك الحداد القديم وهو يستخدم مطرقته مخترقا اسماعنا بذلك الرنين فانتشار المدنية وسيطرة الآلة على الصناعة، وعوامل أخرى أدت إلى اندثار هذه المهنة. يقول الحداد ظافر علي من محافظة محايل عسير (65 عاما) إن الحدادة مهنة صعبة جدا تحتاج إلى الصبر والإرادة والتحمل والقوة، فالجلوس أمام النار طوال اليوم، في جو حار، وضرب الحديد باستمرار مرهق ويحتاج إلى مهارة حتى إن كان الأداة المصنعة بسيطة جدا. وأضاف أن العمل في مهنة الحدادة يعتمد على استخدام الفحم بشكل رئيسي، حيث يوضع في مكان مخصص، ثم تشعل فيه النار حتى يصبح جمرا وتوضع فيه قطع الحديد التي نريد أن نشكلها حتى تصبح حمراء، فتؤخذ وتوضع على قطعة من الفولاذ مثبتة في الأرض، ثم تبدأ عملية الضرب باستخدام مطرقة قوية تتشكل القطعة بحسب التصميم المراد. وعن أبرز ما يصنعه الحدادون في بيئته قال إنها أدوات الزراعة مثل المحش ويستخدم لقطع البرسيم وفي عمليات زراعية كثيرة والسكين والمنجل ويستخدم في مزارع النخيل، المحماس وفيه يتم حمس القهوة وتجهيزها للبيت والضيوف. ويضيف: كما أسهمت هذه الحرفة بإمداد صناع السفن بكثير من المواد المعدنية الداخلة في صناعة السفن، مثل المسامير بأنواعها وأحجامها، والمراسي (الباورات).