في حفرة صغيرة تلهبه فيها ألسنة النار مستنشقا الدخان من الفحم، قضى حسن بن علي الناصر (44 عاما) في حرفة الحدادة التي تمثل له مصدر رزقه الوحيد، وقال إنها مهنة تحتاج إلى القوة وتحمل الحرارة، مشيرا إلى أن الطلب على الحدادة في الماضي كان كثيرا بحكم مهنة الفلاحة التي تحتاج لأدوات مثل المحش والعقفة والعتلة والموشر والفأس والصخين وكذلك السكين، أما في الوقت الحالي فإن هذه الحرفة بدأت تتقلص بحكم مزاحمة العمالة الأجنبية والأدوات المستوردة من الخارج. يذكر أن اتجاه أهالي الأحساء للعمل في الزراعة يتطلب نوعيات معينة من الأدوات المصنوعة من الحديد مما وجه بعض الأسر للعمل في هذه الصناعة وأصبح لها أصول معروفة بين أصحابها حتى أن أحد شوارع الهفوف يسمى بشارع (الحدادين) لوجود عدد من ممارسي هذه المهنة الذين يصنعون أدوات الفلاحة وبعض مستلزمات البدو والبحارة ويقوم الحداد بتشكيل مادة النحاس فيصنع القدور ويصقلها ويرقع ثقوبها ويطليها بالاعتماد على الكير والدافور اليدوي الذي يستخدم في عملية اللحام، ويستخدم من الأدوات في حرفته المطرقة والمقص والمبرد والمرزبة.