أقتنيت أكثر من 600 لوحة فنية في معرض «لوحة في كل بيت» الذي أقيم في صالة اتليه جدة للفنون الجميلة في جدة في أول خمسة أيام من انطلاقه والذي يستمر لمدة شهر كامل ويهدف إلى التشجيع للاقتناء بمبالغ مالية معقولة تقع بين 300 و2000 ريال في تظاهرة تشكيلية قد تعد غريبة في مجتمع اعتاد على أن لا يزيد مبيعات معارضه عن النصف أو أقل بكثير. المعرض الذي ضم نخبة من التشكيليين السعوديين والعرب شاهدنا فيه جميع مدارس الفن التشكيلي من واقعية وانطباعية وتكعيبية وتجريدية وسريالية ومنحوتات فنية ومجسمات جمالية تحول من معرض صامت إلى بينالي تشكيلي يهدف إلى إتاحة الفرصة لاقتناء الأعمال الفنية وتذوقها وتسويقها بطرق احترافية نهجها القائمون على اتليه جدة للفنون الجميلة وكان له النجاح والسبق في تقديم هذه الفكرة التي بات الكثير من التشكيليين والتشكيليات ينتظرها كل عام إضافة إلى شغف وحرص مقتني الأعمال الفنية أما بهدف التسويق أو بهدف التذوق الفني وفي كلا الحالتين الهدف سام ويسهم بشكل لافت في الارتقاء بالساحة التشكيلية في المملكة. مدير صالة اتليه جدة للفنون الجميلة هشام قنديل أكد أن المعرض مدد لمدة شهر بناء على رغبة كثير من محبي ومتذوقي الفنون البصرية في المملكة حيث يرتاد المعرض مقتنون من جميع أنحاء المملكة اضافة إلى الشركات والمؤسسات على فترتين صباحية ومسائية. وأضاف قنديل أنه لم يكن الهدف من اقامة المعرض هو الربح المادي بقدر ما هو بذل ما نمتلك من جهد وطاقة على المساهة في جعل الفن التشكيلي جزءا اساسيا وضروريا في حياتنا مشيرا أن فكرة المعرض مقتبسة من مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع وتحديدا من خلال معرضها الشهير الفن للجميع وقد باركت مؤسسة المنصورية خطوة اتيليه جدة في اقامة هذا المعرض ويهدف المعرض إلى نشر الفن التشكيلي داخل المجتمع السعودي وجعل اللوحة التشكيلية في متناول الجميع خصوصا أن اسعار اللوحات تتراوح بين ثلاثمائة ريال إلى ألفي ريال وأشار قنديل أنه كان من الضروري استمرار واقامة هذا المعرض بشكل سنوي خصوصا لما حققه المعرض الاول من نجاح فاق كل التوقعات حيث بيعت معظم اعمال المعرض وأيضا لما لقيه المعرض من دعم اعلامي وثقافي داخل المملكة وخارجها ويشهد تاريخ الفن عموما بأنه لم يكن شاهد سلبي محايد بل كان في احيان كثيرة عنصرا فاعلا في تحقيق تحولات في الفكر الذي يحكم المجتمع وفي جميع الاحوال فإننا نؤكد في هذا المعرض على الدور الاجتماعي الذي يمكن ان يلعبه الفن التشكيلي خصوصا أن هناك فجوة كبيرة بين الفنان والمجتمع وبقيت القاعدة الشعبية منفصلة تماما عن الفن التشكيلي ونحن بالفعل في امس الحاجة إلى تواصل اجتماعي حقيقي ووضع علامات الطريق وشق ممرات اكثر يقينية للوصول إلى الهدف المنشود وضرورة الارتقاء بالذوق الجمالي العام.