مرة جديدة يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أنه صاحب رؤية استراتيجية، رؤية قائد لأمته، ويشعر بالمخاطر الكبرى التي تهددها. إن دعوة الملك عبدالله دول الخليج العربي للانتقال من مرحلة التعاون إلى استحقاق الاتحاد، ليست دعوة خليجية وحسب بقدر ما هي دعوة أوسع تشمل الأمتين العربية والإسلامية. فالعرب والمسلمون كلهم في خطر من كل حدب وصوب، إن من قبل العدو الإسرائيلي أو من قبل التدخلات الإقليمية التي تهدد هوية العرب. من هنا فإن الواجب أن ننبذ الفرقة والاتحاد معا لمواجهة كل هذه المخاطر، وخطوة الاتحاد أن تبدأ عبر دول الخليج العربي، فإنها لا بد أن تنتشر بسرعة لتشمل كافة الدول العربية التي تعيش تحولات كبرى، ولا يمكن تحصين هذه التحولات إلا عبر الاتحاد، تحت رؤية واحدة من أجل المستقبل. فقادة الدول الخليجية لبوا نداء الملك عبدالله بالاتحاد والعمل الجماعي، وإن لم نتحد ونكون كتلة متراصة، فإن لا أمل لنا بمواجهة أعداء الأمة والدين، ولمواجهة هذه المخاطر الكبرى التي تهددنا في أمتنا واستقرارنا ولقمة عيشنا. إن دعوة خادم الحرمين الشريفين، جاءت في توقيت دقيق في حياة شعوبنا حيث يتربص لنا كل الأعداء للقضاء علينا والسيطرة على مقدراتنا وذلك لنشكل حافزا لعمل عربي موحد وخطة عربية واحدة لمواجهة كل هذه الأخطار. إن الانتقال خليجيا من التعاون إلى الاتحاد سيترك أثره الإيجابي على الوضع العربي برمته، نظرا لما تحتله الخليج عامة والمملكة بخاصة من مكانة وتأثير في العالمين العربي والإسلامي، وهذا الاتحاد الخليجي لن يكون في حال تحققه إلا داعما وحافزا من أجل وحدة الصف العربي برمته. فدعوة خادم الحرمين للاتحاد سيتلقفها الجميع من قادة وشعوب لأنهم يثقون بهذا القائد الذي لطالما كان صاحب مبادرات للإصلاح والصلاح والحوار. *مفتي جبل لبنان