أصبح قلبي يغم فور أن أقرأ تصريحا ملحقا لأحد المسؤولين يحدد فيه «ضوابط» لقرار قد صدر وفرح به الناس، إن كنتم لا تعلمون أيها المسؤولون الأعزاء فاعلموا بأن المواطن كلما فرح بقرار يخص تسهيل معيشته ورزقه يصاب برجفة خيفة وريبة من أن يصدر قرار بعده بيومين أو ثلاثة ليحدد ضوابط هذا القرار المفرح ليقلبه إلى قرار محزن ويذهب به إلى ريح النسيان وعدم التنفيذ، اجلسوا يا أحبائي القراء مقابل مقالتي التعيسة هذه واحسبوا معي كم قرارا كان يصب في مصلحتكم المباشرة ولم ينفذ بسبب «الضوابط» التي أعلن عنها بعده بكم يوم، ستجدون أنكم بحاجة إلى أصابع أكثر لأن القرارات التي أعاقتها الضوابط أكثر من أن تعد، شاركوني الآن في كتابة تلك القرارات حتى يعرف بعض المسؤولين بأنكم ضحايا ضوابط تقرر لتعطيل مصالح الناس ، وإن كان القرار هو إعانة كل عاطل مستحق للعمل ولا يجد فلماذا تلحقونه بضوابط قد تجعله مثل عدم وجوده، وإن كان القرار يهدف إلى توظيف 28 ألف امرأة في قطاع التعليم فلماذا تكسرون قلوبهن بضوابط ، لست ضد الضوابط التي يقصد بها النية الطيبة التي من أجلها تم إصدار الأمر الملكي، فنحن نعرف خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره وهو الذي دائما يشدد على جعل مصلحة المواطن فوق أي مصلحة أخرى، ولكنكم يامن تضعون الضوابط تجعلون مصلحة المواطن في مؤخرة القائمة، كأني أرى أكثر من نصف مليون مواطنة وهن يتكدسن حول موقع «جدارة» والحلم الوردي البعيد يداعب قلوبهن المكلومة، وكأني أرى الموقع المذكور وهو يترنح بين العطل ونصف العطل ليزيد قلوبهن كمدا وهن غير الناقصات كمد فلديهن ما يكفيهن من أرتال كمدية مستعصية، إن كنتم تريدون مصلحة المواطن فضعوا «ضوابط» يسر ، لأن المواطن أصبح يملك وعيا كافيا يجعله يفرق بين اليسر والعسر. [email protected]