ثمة تحديات كبيرة تواجهها القمة الخليجية، التي تستضيفها الرياض اليوم ، خاصة على المستوى الأمني، ومن ثم فهي مطالبة بالتصدي بقوة لتلك التحديات وإيقاف التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون. ذلك ما أكده ل «عكاظ» عدد من الخبراء والمحليين اللبنانيين، مشيرين إلى الدور الخليجي الفاعل لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ورأى الدكتور أنطوان متى، مدير كلية الاعلام «الفرع الثالث» أن أمن المنطقة يمر بمرحلة دقيقة، نتيجة لبعض المواقف الإقليمية والتدخلات الخارجية. وقال متى«هناك تدخلات خارجية، خصوصا في البحرين، والمطلوب تضافر جهود الجميع لمنع حصول أي تدهور، سواء كان على المستوى الداخلي أو الإقليمي ولاسيما أن المنطقة أصبحت محاطة بتغيرات سياسية». ومن جهته توقع الدكتور وليد عربيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ليون الفرنسية والجامعة اللبنانية، أن تركز القمة الخليجية اهتمامها على ملفات أزمة سورية، التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية لبعض دول مجلس التعاون، والوضع في العراق بعد اكتمال انسحاب القوات الأمريكية نهاية الشهر الحالي. وقال عربيد «إن المساعي الخليجية ساهمت إلى حد كبير في حلحلة الأزمة اليمنية، حيث تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وشرعت اللجنة العسكرية في إنهاء المظاهر المسلحة، إنفاذا لبنود المبادرة الخليجية وآلياتها. ولذلك يتوقع أن ينصب اهتمام القادة الخليجيين في اجتماعهم بالرياض على قضايا أخرى، دون إغفال لمتابعة الوضع اليمني، ورأى أن «الأزمة السورية تشكل وضعا أكثر إلحاحا، لارتباطها بتعقيدات إقليمية ودولية، ما يتطلب إيجاد حل يرضي جميع الأطراف ويحقن دماء المواطنين السوريين». وقال عربيد «ان هناك تحديات أمنية تستدعي النظر إليها بعين الحذر، وفي مقدمتها تحدي خروج القوات الأمريكية من العراق، وتداعياته على الوضع العراقي وتحدي النزاع بين طهران ودول الغرب، في ما يتعلق بالبرنامج الإيراني النووي، وموقف دول مجلس التعاون حياله». وخلص إلى أن القمة الخليجية ستكون أمنية في المقام الأول لاهتمامها بحماية الأمن الخليجي الذي يمثل عنصرا أساسيا في منظومة الأمن العربي.