علمت «عكاظ» أن المؤتمر العالمي للإعلام الإسلامي «تأثير الإعلام الجديد وتقنية الاتصالات في العالم الإسلامي» الذي يختتم اليوم، يتجه إلى تضمين توصياته عقد مؤتمر للإعلام كل عامين، خاصة أن الفرق بين المؤتمر الأول والثاني 33 عاما. ومن المتوقع أن يستعرض المؤتمر المنعقد حاليا في جاكرتا، في توصياته الميثاق الإعلامي الذي أصدره مؤتمر الإعلام الأول عام 1400ه لتعديله من قبل المشاركين. وفي الجلسة المسائية للمؤتمر البارحة الأولى الباحث طالب الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بهيئة إعلامية مستقلة تبث الحيوية والحراك للإعلام في العالم الإسلامي وينتشله من واقعه الراكد، تقوم بالتشخيص واقتراح العلاج والأسلوب، وتدرس واقع الإعلام كما وكيفا، وتضع نظرية شاملة لما ينبغي أن يكون عليه إعلام المسلمين أهدافا ومضمونا وعرضا، وتكون بمثابة بيت الخبرة لمساعدة وسائل الإعلام ضعيفة الإمكانات في الدول الإسلامية، وتدرس واقع أقسام الإعلام المقدمة، رافضا مصطلح «الإعلام الإسلامي»، داعيا إلى استبداله ب«الإعلام في البلدان الإسلامية»، مطالبا بتعريف مصطلح «الإعلام الإسلامي» وتشخيص مخلص للواقع والأسلوب والنتائج، ومراجعة تجربة الماضي، مطالبا باستخدام مصطلح «القوة الناعمة» التي توظف إيجابيا لاجتذاب الشعوب وكسب تعاطفهم وميولهم. وقال: «ثمرة 30 عاما من عمر الإعلام في المجتمع الإسلامي بعد مؤتمرنا الأول عام 1400ه، تقول أن لا شيء أنجزناه في الحقبة الماضية سوى المؤتمرات». متسائلا: هل سيكون لقاؤنا هذا نقطة تحول تجعل البلدان الإسلامية رقما فاعلا على خارطة الإعلام الجديد؟، وتلحقها بركب الإبداع والتقنية والاحتراف؟». وأكد الدكتور الشبيلي «من العيب أن عالمنا الإسلامي لازال يعيش على هامش العلوم والصناعة والإبداع في مجال الإعلام بأنواعه»، موضحا أن الإعلام في الوقت الراهن تغير وجهه وأنماط إدارته وأشكال ملكيته، مشيرا إلى أنه لم تعد الندوات الأسلوب الأمثل للحلول، وقال: «إننا نعيش حقبة جدية يقوم فيها الإعلام بدور مركزي خطير في تطور الأحداث وتشكيل الأنظمة والكيانات»، وتسأل: في عصر التقنية: ماذا علمنا؟ وماذا سنعمل؟ وكيف نجعل الإعلام عنصرا مشاركا في التنمية ككل وفي ترسيخ الحوار والتفاهم بين الشعوب والحضارات بعد أن كنا نقصر وظيفة الإعلام في السياسة والأخبار فحسب؟، ودعا الشبيلي المؤتمر للخروج بموقف صريح معزز بهمة الجميع للانتقال من مرحلة الأحلام والتنظير إلى الفعل والتأثير، مع استيعاب متغيرات العصر ومواكبة الزمن، للوصول إلى حيث انتهى الآخرون. من جهته، دعا الباحث الدكتور محمد جمال عرفة، لرؤية حضارية إسلامية واضحة تقود المشاريع الإعلامية الإسلامية، وتدريب أهمية التركيز على التدريب وإعداد الكوادر التقنية والفنية، وتجميع وتوحيد جهود أصحاب المشاريع الإعلامية الإسلامية، مع الفصل بين إدارة وتمويل المشروع الإلكتروني وبين التحرير، والاستفادة من غرف المحادثة العالمية (الماسنجر، البال توك، سكاي بي)، ومن شبكات التواصل الاجتماعي، ودعم المجموعات الشبابية المتميزة أو التي تتبنى المشروع الحضاري الإسلامي، والاستفادة من تكنولوجيا الاتصال الحديثة في مجال الفضائيات والإنترنت. أما مدير عام قنوات اقرأ محمد أحمد سلام الذي استعرض تجربة القناة في بثها إلى الأقليات في أنحاء العالم باللغة العربية واللغات الحية الأخرى، فقال: «لم تغفل «اقرأ» النشاطات والفعاليات الإسلامية التي تقام داخل وخارج الوطن العربي، بل سعت لتغطيتها محاولة الوصول إلى الكل مسلمين وغير مسلمين في العالم أيا كانت لغاتهم أو أعراقهم أو أوطانهم، وذلك عبر مشروعها المقبل الذي تعتزم عبره إطلاق قنوات بمختلف اللغات العالمية». وأوضح سلام أن القناة تقوم بمواكبة الأحداث وخاصة قضايا العالم الإسلامي فعلى سبيل المثال التغطية الدائمة للأحداث الساخنة في فلسطين حسب المستجدات كما تنقل صلاة التراويح من المسجد الأقصى على مدى خمس سنوات متتالية، وقال: «تم إنتاج برامج سنوية من داخل فلسطين طوال ال13 عاما الماضية، كما ساهمت القناة في الأحداث العالمية من خلال تغطية المؤتمرات الدولية الإسلامية وتغطية بعض الأحداث المحلية والعالمية الهامة».