لم يعد مستغربا أن ترى ولي أمر طالبة في مكةالمكرمة، يحضر ابنته إلى المدرسة حاملا جالونا من الطلاء، وإن تطلب الأمر فسوف يقوم بدهان جدران المدرسة بنفسه، المهم أن يطمس تلك العبارات الخادشة للحياء والذوق العام من أمام ناظري ابنته وكافة الطالبات عموما..المشكلة أن ما يطمس تعاد كتابته في اليوم التالي.. أرقام جوالات.. «إيميلات».. وأرقام ال «بي بي».. معاكسات علنية وصريحة يمارسها شباب مستهترون بكل ثقة. أولياء الأمور وفتيات يمنعهن الخجل، يطالبون بسن عقوبات صارمة على من يمارس هذا السلوك، خاصة أن الوصول إلى ممارسيه أسهل ما يكون، من خلال أرقامه وعنوانه التي يكتبها صريحة على جدران المدارس. محمد شاكر (ولي أمر طالبة) قال إن ما يكتب على جدران مدارس مكة، خصوصا مدارس البنات الثانوية يشكل خيبة أمل لأولياء الأمور، لأنه يؤذي مشاعر بناتهم ويخدش الحياء العام قبل ذلك، وتشوه منظر المنشأة التعليمة التي تخرج أجيالا من العلم والنور، مشيرا إلى أن ضعاف النفوس لن يتوقفوا عن تشويه هذه الممتلكات طالما لم يجدوا من يقف في وجوههم ويردعهم عن ما يفعلون. وأوضح سالم رشيدي (حارس مدرسة) أن من يقومون بالكتابة يترصدون وقت خلو المدرسة من منسوبيها، والبدء في ممارسة سلوكهم الخاطئ، وخلافا لما يتسبب به من آلام معنوية وأضرار نفسية للطالبات وأولياء أمورهن، فهو يتسبب بخسائر مادية لإدارة المدرسة، لشرائها الدهانات لطمس الكتابة على جدرانها، حتى إن بعض أولياء أمور الطالبات تكفلوا بشراء الدهانات حفاظا على الذوق العام. وبين صالح أحمد أنه ليس من المستغرب أن تشاهد حائط مدرسة مشوها بالكتابات والعبارات المخلة، وضعاف النفوس لم تسلم منهم بيوت الله، فحتى المساجد أصبحت ملطخة بالعبارات والسخرية والرموز القبيحة، وليس بمستغرب أن ينطبق الحال على مدارس البنات. وأكد محمد المنتشري أن أولياء أمور الطالبات في مدارس مكة، يتذمرون من مشاهدة حوائط المدارس بشكلها المشوه، والبعض منهم يقوم بنقل ابنته من مدرسة إلى أخرى، ويجد أنه وقع في نفس المشكلة، فأغلب مدارس مكةالمكرمة، وخصوصا مدارس البنات أصبحت لوحة لأرقام جوالات وايميلات وعبارات أغان وغيرها. سميرة القرني (أخصائية اجتماعية) قالت إن السبب الأول في هذا السلوك، يعود إلى نقص الوازع التربوي للشخص العابث، سواء في المنزل أو في المدرسة، وعدم مراقبة سلوكه وإهماله، ومن الممكن أن يولد لدى الشخص غريزة التشويه، حتى في بعض الأحيان يصل الحال إلى تشويه ممتلكاته الشخصية، مشيرة إلى أن الوازع الديني وضعفه سبب رئيسي في انتشار مثل هذه الظاهرة، التي ترتد أضرارها على الآخرين وهو ما يحرمه ديننا الحنيف.