حقق الفنان التشكيلي ناصر الموسى الأصالة المعاصرة مستخدما حروف اللغة العربية في مسيرته الفنية التي امتدت أكثر من 25 عاما برؤية بصرية وتقنية عالية في المعالجة الفنية لتجربته الحروفية من خلال الحرف واللون باسلوبه الشخصي المعاصر الذي يحمل فكرا ثقافيا ناضجا. وفي معرضه الأخير الذي أطلقه المشرف العام على فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي، والذي حوى أكثر من 80 عملا فنيا برهن فيها الموسى أن الحرف العربي يعد أداة للتشكيل بحيث اتخذ البناء الخطي دالة للبناء الشكلي في اللوحة، وكان ذلك دافعا للكشف عن سر الجمال الذي يكمن في شكل الحرف العربي وقد تناغمت درجات اللون في فراغات لوحاته مزاوجا بين الحروف والفراغات تارة ويتغنى بالخط منفردا تارة أخرى، متألقة في اتساق هندسي ورشاقة هارومنية لونية ليبرهن الموسى أن الحرف العربي ما زال يمتلك إمكانات هائلة في التشكيل، محورا حروف اللغة العربية بتفكيك هندسي إلى لوحات جمالية تشعرك بالذات ليضعها في مدلولة جمالية استقى من جمالها بتكويناتها اللونية في انسجام فني تميز به الفنان حتى أضحى أحد رواد التجربة الحروفية في الوطن العربي. الموسى عبر عن أصالته الفنية باستخدامه للغة القرآن الكريم وتحويل الحرف العربي إلى لوحات تشكيلية ليحافظ على تلك اللغة الجميلة التي تعرضت للتهميش في ظل العولمة والانفجار التقني ويعد معرضه أحد المعارض المتميزة خلال هذا العام لما يحمل في طياته من فكر ثقافي دلل عليه تلك الأعمال الفنية التي ارتقت بالذائقة البصرية في محافظة جدة.