طالب ملاك الشقق السكنية في مجمع إسكان الشرفية في جدة، إدارة صندوق التنمية العقارية الجهة المشرفة على المشروع بإيجاد حل عاجل لموضوع الحديقة الوحيدة المتوسطة للمجمع السكني والتي باتت تشكل مصدر إزعاج مستمر للساكنين، بعد أن دعوا عبر «عكاظ» في وقت سابق إلى إيقاف ما أسموه انتهاك خصوصيتهم بتحويل الحديقة الوحيدة المتوسطة للمجمع السكني إلى ملعب رياضي استثماري، وتعمل مؤسسة وطنية على إعادة تأهيل موقع الحديقة السابق وتحويله إلى ملعب تمارس فيه ألعاب رياضية مقابل رسوم مالية يتقاضاها المستثمر. وبين ل «عكاظ» عدد من الملاك، أن الصندوق رد على دعواتهم السابقة بالتأكيد على ضرورة إيقاف المشروع والعمل على جعل الحديقة متنفساً للسكان، وأضافوا بالقول: عقب تصريحات إدارة الصندوق مباشرة تفاجأنا بمواصلة المستثمر لنشاطه الاستثماري وإكمال بناء مشروع الملعب الرياضي الخاص في جزء من أرض الحديقة ويتوقع استحداث مقهى شعبي في جزئه المتبقي على حد قولهم، مبينين معاناتهم جراء المشروع الذي بات يشكل بؤرا للتجمعات الشبابية التي تتوافد على المجمع حتى ساعات الفجر الأولى بصفة يومية، ما حرم السكان من رياضة المشي التي كان يمارسها سكان المجمع في أوقات سابقة، بعد تدفق الشباب على الحديقة، فيما بين شباب المجمع حرمانهم من مزاولة اللعب في الحديقة المخصصة للسكان، ورصدت «عكاظ» في جولة لها على الموقع وجود عدد من الشباب الذين يضايقون النساء أثناء ممارستهن لرياضة المشي بجوار الحديقة، وطالب السكان بإزالة السور الخرساني الذي يحيط بالموقع وفتح الحديقة لسكان المجمع باعتبارها المتنفس الوحيد وسط الكتل الخرسانية التي تحيط بهم من كل جانب. رفض للمشروع وأوضح توفيق المالكي، أنه يسكن في المجمع منذ عشرة أعوام، ويضيف: منذ افتتاح الحديقة بعد إغلاق دام سبع سنوات، سلمت لمستثمر حتى يستفيد من خدماتها سكان المجمع بأسعار رمزية وتكون متنفساً لأسرهم، وزاد: «بدلا من ذلك حول المستثمر جزءا من الحديقة إلى ملعب خاص والجزء الباقي لمقهى شعبي، ما بات يشكل مصدر إزعاج مستمر للسكان، خاصة أن المستثمر حرص على تشغيل المنشأة منذ الصباح وحتى وقت متأخر من الليل للحصول على مكاسب مادية أكبر دون أن يكترث لمعاناة السكان. وبين المالكي، أن 200 شخص من ملاك الشقق في المجمع رفضوا إنشاء الملعب الرياضي، وطالبوا بالاهتمام بالحديقة كمتنفس للسكان، في ظل الأضرار التي لحقت بالسكان، وأولها الزحام المروري في ظل محدودية مواقف السيارات، فضلا عن المشكلات التي تنتج جراء وجود أعداد كبيرة من المرتادين للملعب المزمع إنشاؤه وهو يشكل خطرا على السكان، معتبراً عمل المستثمر مخالفاً للضوابط التي حددتها أمانة جدة فيما يتعلق بالملاعب الرياضية، مطالباً بإغلاق المشروع الرياضي وإعادته كما كان في السابق حديقة عامة ومتنفسا لسكان المجمع. مضايقات يومية من جهته، اعتبر ثروة الدسوقي وهو من سكان المجمع منذ 12 عاماً أن مشروع الحديقة انحرف عن مساره الصحيح الذي وجه به الصندوق منذ ستة أشهر، وأصبحنا نعيش واقعا مريرا في كل يوم نتيجة أصوات الطبول والضوضاء والمزامير التي ترافق الشباب في الملعب، إضافة للإضاءة الكثيفة التي تبين حرمات الساكنين في الأدوار السفلية من العمائر التي تتوسطها الحديقة، هذا إذا استثنينا المضايقات اليومية التي يتعرض لها السكان عند السير بجوار الحديقة، وخلص إلى القول: «آمل حل المشكلة في أسرع وقت، ووقف تدفقات الشباب اليومية نحو المجمع وتحويل الموقع على حديقة عامة مفتوحة كما خطط لها». إزالة الملعب بدوره يرى محمد السعدي، أن الحديقة ومنذ إنشائها باتت مصدر إزعاج ومعاناة للسكان، ويضيف أعيش هنا منذ 15 عاماً، ولم أعان مثل ما أعانيه اليوم، مشيراً إلى تحول المشروع إلى مصدر من مصادر الحرمان للسكان الذين حرموا من رياضة المشي نتيجة التجمعات اليومية، وطالب بكف يد المستثمر وإزالة الملعب بالكامل، وتحويل الموقع إلى حديقة ومتنفس للسكان. تجمعات شبابية وانتقد سكان المجمع أيضا، سماح المستثمر للعديد من التجمعات الشبابية بدخول الملعب بشكل يومي مقابل مبلغ مالي، في الوقت الذي يمنع فيه أبناء وأطفال وشباب الحي من اللعب، واعتبر عبدالعزيز عبدالرحمن أن التجمعات الشبابية في الإسكان حالياً تمنع السكان من ممارسة رياضة المشي ولعب كرة القدم، وهو ما يعد إجحافاً في نظره، ويضيف: كان على المستثمر السماح لسكان المجمع باستخدام الملعب مقابل رسوم رمزية على الأقل. ولم يبتعد فارس إدريس كثيراً عما ذهب إليه عبدالعزيز، وطالب بالسماح لشباب وأطفال الإسكان بممارسة رياضة كرة القدم في الملعب المخصص الذي يجب أن يكون لسكان الحي وليس لغيرهم على حد قوله، فيما أكد عبدالكريم الغامدي، محاولته دخول الملعب وممارسة رياضته المفضلة كرة القدم، إلا الرسوم المرتفعة حالت دون ذلك، وختم بالقول: «يجب إيقاف المشروع وإعادة بناء الحديقة لتكون متنفساً لأهالي الحي». تجاهل تام وفي الوقت الذي امتنع فيه المشرف على مجمع إسكان الشرفية المهندس الحديث في الموضوع دون الرجوع إلى إدارة الإسكان، حاولت «عكاظ» الاستفسار من إدارة صندوق التنمية العقارية حول الحقيقة التي تحيط بالحديقة التي أصبحت مصدر إزعاج للملاك، دون أن تتلقى ردا على استفساراتها حتى وقت إعداد هذا التقرير. الافتتاح الأربعاء من جهته، أكد عبدالعزيز علي بن طويش مستثمر المشروع أن الحديقة كانت مستثمرة من قبل مستثمر سابق باسم (حديقة الأمواج) بنفس النشاط (مركز ترفيهي للعوائل) لمدة خمس سنوات، وكان الدخول برسم قدره 10 ريالات للفرد ثم هجرت الحديقة بعد ذلك وأصبحت مصدرا مزعجا بالتجمعات غير المسؤولة والمخالفات المتعددة لفترة طويلة وملفات الدفاع المدني والشرطة تثبت ذلك. وقد نشرت الصحفية حورية الجوهر من جريدة الرياض تقريرا عن وضع الحديقة المأساوي وطالبت الجهات المعنية بالتحرك السريع لحل وضع الحديقة، ثم تقدمت للصندوق ببرنامج واضح لاستثمارها وخدمة السكان بذلك (مركز ترفيهي للعوائل) وقدمت دراسة كاملة لصندوق التنمية العقارية (مالكة الموقع) إلى درجة القيام بتوزيع استفتاء على سكان جميع العمائر فوجدنا الجميع يشجع ويستبشر؛ ثم تفاجأنا أثناء الإنشاء والترميم أن جريدة نشرت موضوعا بعنوان (تحويل حديقة عامة إلى ملعب بالإيجار في إسكان الشرفية) يظهر السلبيات بناء على شكوى تقدم بها بعض السكان (توفيق المالكي تحديدا)، وأن المشروع هو تجمع للشباب وتضييق على السكان وتم تصوير الموقع أثناء الإنشاء وبناء على ذلك أثير الموضوع على جميع المستويات فشكلت لجنة من قبل الإمارة للوقوف على الموقع وإصدار القرار المناسب لذلك فصدر قرار اللجنة (المشروع يخدم الساكنين ويقدم لهم خدمة تصب في مصلحتهم للارتقاء بتقديم الخدمة بالمستوى المطلوب وموافقة سموه الكريم على ذلك) برقم 840979/ج/ي بتاريخ 25/9/1432ه، ثم تكرر نشر الموضوع في الجريدة وتم الرد من قبل صندوق التنمية العقارية موضحا للجريدة والمواطنين حيثيات المشروع والرد على عدم صحة تلك السلبيات المفترضة.. لقد افترض الأخ توفيق المالكي أن الحديقة للشباب وقام بتصوير الشباب والأطفال خارج الحديقة ليظهر تعسف المستثمر في عدم إدخالهم مع أن الحديقة لم تفتتح بعد!، والافتتاح سيكون يوم الأربعاء 19/1/1433ه فعلى أي أساس يقوم بإثارته ويصوره بالسلبيات التي تؤثر على صورة الموقع الذي سيكون الدخول له مجانا وجميع الرسوم بسعر مناسب للسكان وعوائلهم بناء على الاستفتاء الذي قدم لهم ولدينا جميع الاستفتاءات المثبتة لذلك، وقد قدمت للصندوق كمتطلب أثناء التقديم وهذا الموقع يلبي حاجة جمعية مركز حي الشرفية النسائي لخدمة مناشطهم المختلفة.. هذه الحديقة عندما كانت مهجورة لم تتقدم هذه المجموعة بالعمل الخير لمصلحة السكان، ولفت المستثمر إلى أن الشبان الذين يستخدمون الملعب الآن هم من طلاب تحفيظ المسجد؛ لأن الموقع لم يفتتح رسميا حتى الآن.