أن تتحول الحديقة العامة المخصصة للنساء والأطفال والعائلات في مجمع إسكان الشرفية إلى ملعب كرة قدم بالإيجار، يستفيد منه مستثمر على حساب السكان الذين تملكوا الشقق والوحدات السكنية على أساس أن في الموقع حديقة عامة لهم ولعائلاتهم، أمر غير مقبول. فهل يحق لأي طرف كان أن يحرمهم هذا الامتياز بعد تملكهم لوحداتهم ويحول حديقتهم العامة لملعب كرة قدم، بما يحويه هذا التحويل من إزعاج كبير وخطر على النساء والأطفال وازدحام مروري داخل المجمع في ظل قلة المواقف النظامية، بالزج بتجمعات شبابية في قلب مجمع سكني مخصص للعائلات؛ لمجرد كسب بضعة آلاف من الريالات، ليدفع السكان الثمن من راحتهم وأمانهم وخصوصيتهم؟ وهل يحق لإدارة صندوق التنمية العقارية المشرفة على مشروع الإسكان أن تحول الحديقة الوحيدة المتوسطة للمجمع السكني إلى ملعب رياضي استثماري، بعد تعطيل وإهمال مشروع إعادة تأهيل موقع الحديقة لأكثر من تسع سنوات؟ مسؤول فرع صندوق التنمية العقارية في جدة أكد ل«عكاظ» الأربعاء الماضي نظامية تسليم الموقع إلى مستثمر، وقد يكون كلامه صحيحا جزئيا، ولكن الخطأ البين الواضح وضوح الشمس هو في نوعية الاستثمار، فقد يكون مقبولا لو استثمر في عمل ملاه للأطفال أو متنزه ومطاعم للعائلات مقابل رسوم مالية، وليس ملعب كرة للشباب، وجميعنا يعلم حجم الإزعاج والصراخ والمشاجرات والمشكلات التي تصاحب مباريات كرة القدم والتعصبات التي قد تفضي إلى جرائم في غالب الأحيان. من يعرف الموقع جيدا يعرف أنه يستخدم ممشى للنساء من ساكنات المجمع ومتنفسا للعائلات رغم الإهمال وتردي الخدمات، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون حال النساء الحوامل وغيرهن عندما يمارسن رياضة المشي بجانب مجموعة من الشباب والمراهقين المتحمسين والمتعصبين لفرقهم وربما المتأهبين لعراك قريب، ألن يكن عرضة للتحرش والمضايقات وربما الاعتداء؟ أضم صوتي لأصوات ملاك الشقق السكنية في مجمع إسكان الشرفية، بمطالبة وزير الإسكان الجديد وأمين جدة ومدير صندوق التنمية العقارية بضرورة التحرك العاجل لإيقاف مشروع الملعب الاستثماري، وإعادة تأهيل موقع الحديقة لتستفيد منه العائلات التي تسكن المجمع، خاصة أن مصدرا في أمانة جدة أكد ل«عكاظ» الأربعاء الماضي أن «هناك آلية وضوابط حددتها الأمانة ممثلة في إدارة الكرويات تسمح بإنشاء الملاعب الرياضية من خلالها، حيث يتوجب إنشاء الملاعب خارج الأحياء السكنية وليس داخل المجمعات في حالة كانت الملاعب استثمارية، مشيرا إلى أن مسؤولية المرافق داخل المجمعات السكنية تقع تحت مسؤوليات صندوق التنمية العقارية الجهة المشرفة للمجمع السكني، ويقتصر دور الأمانة فقط في استخراج تصاريح البناء»! كيف سمحت الأمانة للمستثمر ببناء الملعب في الموقع داخل المجمع، وكيف منحته التصريح بالبناء طالما أنه مخالف للنظام، وكيف يقول مدير صندوق التنمية العقارية بعدها أن الإجراء نظامي؟ أليس هذا تناقضا واضحا بين جهتين حكوميتين كل منهما ترى النظام بمنظورها الخاص، والمتضررون هم سكان المجمع الذين يدفعون ثمن هذا التناقض العجيب! تسعى الدولة إلى تحويل الأحياء والمجمعات السكنية في مدن ومحافظات المملكة إلى مجمعات وأحياء نموذجية، ويسعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة إلى الارتقاء بجدة إلى مصاف العالم الأول، ونحتاج جميعا من المسؤولين في القطاعات العامة أن يقرأوا الأنظمة من خلال الرؤية العميقة والمتقدمة للقيادة في تطوير مدننا ومحافظاتنا، ولا نحتاج إلى قراءة الأنظمة من الزوايا الضيقة. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 176 مسافة ثم الرسالة