انهالت الانتقادات الأمريكية أمس على الرئيس السوري بشار الأسد، واصفة إياه بأنه إما منفصل عن الواقع، أو مجنون، حسبما أفادت قناة العربية نقلا عن مصادر في وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك على خلفية تصريح الأسد لقناة إيه بي سي نيوز الأمريكية، حين قال إنه ليس مسؤولا عن أعمال العنف التي أدت إلى مقتل نحو أربعة آلاف شخص. وأردف الأسد القول لمقدمة البرنامج الأمريكية باربرا وولتزر عن قوات أمن نظامه «أنا لا أملكهم، أنا رئيس لا أملك البلاد»، مضيفا: «يوجد فرق بين سياسة قمع وارتكاب بعض الأخطاء». من جهته، قال البيت الأبيض إن إنكار الأسد بأنه أصدر أوامر بقتل آلاف المتظاهرين «يفتقر إلى المصداقية». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن «الولاياتالمتحدة وعددا من الدول الأخرى في العالم التي أجمعت على إدانة العنف الفظيع في سورية الذي ارتكبه نظام الأسد، تعرف بالضبط ما الذي يحدث ومن المسؤول عنه». وتداركت السلطات السورية، تصريحات الرئيس الأسد، إذ انتقدت وزارة الخارجية التصريحات الأمريكية حول المقابلة، وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، خلال مؤتمر صحافي، نأسف ونستهجن ما ورد على لسان مارك تونر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، من تصريحات تتعلق بمقابلة الرئيس الأسد. وأضاف أن تونر «قام بتحريف والسخرية من كلام لم يصدر بالسياق الذي ذكر وهو غير دقيق وغير مهني على الإطلاق». وحول رد جامعة الدول العربية على التعديلات السورية، قال الناطق باسم الخارجية السورية «الدخان الأبيض لم يظهر بعد من أروقة الجامعة العربية، ونحن لا نعتمد في ردودنا على تسريبات، والموقف الرسمي هو أن الأمين العام نبيل العربي قال إنهم يدرسون ما قدمته سوريا من طروحات منطقية بعيدة جداً عن أي شروط». وأضاف «نحن بانتظار هذا الدخان الأبيض إذا كانت النوايا العربية سليمة، ونأمل أن تكون سليمة حرصاً على البيت والحل العربي». وفي سياق متصل، أعلنت تركيا فرض مجموعة جديدة من العقوبات ضد سورية وسط تدهور العلاقات بين البلدين بسبب حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له. وصرح وزير الجمارك والتجارة هياتي يازجي لتلفزيون إن تي في في الخاص «سنفرض ضريبة 30% على السلع القادمة من سورية».