لقد أصبح بلدنا الطاهر الحبيب علامة فارقة في وجه الكرة الأرضية بنعمة الأمن والأمان، هذا الأمن لم يكن وليد الصدفة أو بجهد خارجي، بل كان بعد فضل الله نتاج سياسات وأنظمة تطويرية بدأت بتأهيل رجال الأمن وصولا إلى الشخوص على ما توصل إليه العلم في مجال مكافحة الجريمة وربط الماضي بالحاضر للإعداد المدروس للمستقبل. ليقف سيد الأمن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله خلف مراحل التطوير الأمني حتى أصبح اسم الأمير نايف مرادف كلمة (أمن) ومعنى آخر للأمان بعد الله سبحانه، ويشهد الجميع في حكمة وحنكة هذا الرجل الذي أسهم في تثبيت الأمن والاستقرار عربيا بعد مبادرة سموه التاريخية بتبني المملكة الكامل بإنشاء معهد عربي للبحوث والدراسات الشرطية ثم مبادرته حفظه الله بالدعوة لتطوير هذا المشروع حتى أصبح في عام 1997 يحمل اسم (أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية)، وذلك اعترافا من مجلس وزراء الداخلية العرب بالجهود القيمة التي يبذلها سموه في بناء وتطوير المسيرة العلمية للعمل الأمني العربي المشترك حتى تأهلت لأن تكون (جامعة). ووجه حفظه الله بتخصيص كرسي لدراسات الأمن الفكري؛ إيمانا منه بفكرة أن الأمن الفكري يأتي قبل الأمن الحسي لينشأ داخل جامعة الملك سعود برنامج الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري. وبدأ سموه حربه على الإرهاب وتجفيف منابعه في كل الاتجاهات، حيث قدم تجربة فريدة كانت محل تقدير دول العالم كافة دون أن يدخل المواطن في منحنى (الدولة البوليسية). فبالقراءة الواعية لسير الأحداث ومعالجة الأمور بالحكمة وليس بالسلاح فقط، تركت الأبواب مفتوحة لمن أدرك خطأه للعودة لحضن الوطن تحت عنوان (الفئة الضالة) الذي اختير بعناية فائقة بهدف إتاحة الفرصة لهم لمراجعة أنفسهم والعودة إلى طريق الحق وتم تدعيما لهذا الهدف النبيل تأسيس مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وقبلها كانت (حملة السكينة) التي أطلقت بين المعتقلين بالقضايا الإرهابية، ليأتي المشروع الكبير لتطوير القدرات الأمنية متناغما مع مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير المقار الأمنية، الذي يعد الأكبر من نوعه في توفير مبانٍ نموذجية ببيئة تحتية عالية المستوى تخدم العمل الأمني مزودة بكافة الوسائل التقنية لتواكب التطور التقني لدى وزارة الداخلية. إن تعزيز الجبهة الداخلية وحماية الأمن سبب أساسي للبناء الاقتصادي الذي لا يمكن أن يتم في غياب قاعدة أمنية صلبة قادرة على حماية المواطن ومصالحه وحفظ حقوقه، فالعلاقة بين الاقتصاد والأمن تعد علاقة تواءمية لهذا ننعم في بلدنا الحبيب برغد العيش ونعمة الأمن. العميد عبد الرحمن الرشيد مدير معهد الجوازات