حين نتحدث عن علاقات الحب التي تربط الرجل بالمرأة سريعا ما تقفز إلى الذهن الروايات العاطفية المكتنزة بقصص الحب الشهيرة (قيس وليلى، جميل وبثينة، كثير وعزة، رميو وجوليت) وغيرها من الروايات الخالدة أو القصائد المموسقة بألحان العشق العذبة، وتراثنا العربي يفيض بحكايات الحب والمحبين حتى لتجد كثيرا منها مسطرا في طيات كتب الفقهاء والورعين، مثل طوق الحمامة لابن حزم، وذم الهوى لابن الجوزي وغيرهما من المؤلفات. حقا إن هؤلاء الفقهاء يوردون حكايات الحب على سبيل التحنين أو ضرب المثل في درجة العفة وضبط النفس، إلا أنهم لم ينكروا أن مشاعر الحب تتغلب على الإنسان فلا يملك السيطرة عليها. لكن المشاعر العاطفية في بعض الأحيان تتداخل في نفس الإنسان فلا يمكنه التمييز بينها وقد ينسبها جميعها إلى الحب وهي ليست كذلك. أحيانا تختلط على الناس مشاعر الحب بمشاعر الإعجاب، أو الرغبة، أو التهويم في دنيا الخيال، فيظنونها جميعها مشاعر حب، وربما هذا ما يسبب أحيانا فشل بعض العلاقات العاطفية التي تبدو ساخنة في وقت من الأوقات ثم ما تلبث أن تنطفئ وتموت، فيستغرب أصحابها كيف ماتت! ليس كل نبض للقلب يعني الحب، أحيانا تختلط النبضات على أصحابها، قد يخفق القلب بالإعجاب فيظن صاحبه أنها خفقة حب، وقد ينبض بخيالات من صنع ظنونه فيظنها خفقة حب، وقد ينبض برغبة آنية فيصورها لصاحبه نبضة حب. نبضات القلب تتشابه ولكن محركها يختلف، فكيف يمكن معرفة المحرك الحقيقي لنبض القلب؟ والأهم من هذا كيف يعرف الطرف الآخر ما يحرك نبض قلبك نحوه؟ فهو في النهاية المتضرر بالصدمة متى ظن قلبك ينبض بحبه فإذا به ينبض بسبب آخر. أحد الإيميلات الطريفة يقول إنه من الممكن للإنسان أن يتعرف على حقيقة مشاعره العاطفية من خلال مراقبة سلوكه تجاه من يحب، فهناك اختلاف واضح بين السلوك النابع عن الحب والسلوك النابع عن دافع آخر. ولكي يعينك الإيميل على تحديد نوع مشاعرك يعرض عليك قائمة من أنواع السلوك النابع عن الحب ومعها قائمة أخرى تمثل السلوك النابع عن عامل آخر. كل ما عليك هو أن تسند ظهرك وتأخذ في تأمل العبارات لتحدد انطباق كل منها على سلوكك. القائمة طويلة لكني اخترت منها بعض العبارات التي أعجبتني أكثر من غيرها مثل: «عندما تفعل المستحيل من أجل سعادة من تحب، هذه رومانسية، عندما تسعد بفعل المستحيل من أجله، هذا حب. عندما تتنازل لمن تحب عن كل شيء تحبه، هذه رومانسية. عندما تتخلى (من أجله) عن كل شيء تحبه، هذا حب. عندما تدمع عيناك لدمع من تحب، هذه رومانسية. عندما تمسح بيدك دمعه، هذا حب، عندما تنظر إلى عيني الحبيب، هذه رومانسية. عندما تنظر (بعينيه) هذا حب. عندما تضم الحبيب إذا أحاط به الخطر هذه رومانسية. عندما تضم الخطر حتى لا يصيبه، هذا حب. عندما يذكر لسانك الحبيب في كل وقت، هذه رومانسية. عندما (يشعر به) قلبك في صمت، هذا حب!». نصيحة مني لكل اثنين يظنان أنهما يحبان بعضهما، أن يراقب كل منهما سلوكه تجاه الآخر وسلوك الآخر تجاهه في ضوء تلك العبارات، فإن لم يحصل الواحد منهما في قائمة عبارات الحب على عشر درجات كاملة في سلم درجات من عشر، عليه أن يخرج مشاعره حالا من دائرة الحب ويبحث لها عن دائرة أخرى تليق بحقيقتها. فاكس: 4555382-01 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة