أدار عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين في مختلف مناطق المملكة، بوصلتهم الاستثمارية إلى منطقة جازان، بعد أن وجدوا فيها أرضا خصبة ذات مردود مادي كبير لمشاريعهم الاستثمارية في المستقبل القريب، وشهدت المنطقة زيارة وفود عديدة تمثل مجلس الغرف السعودية ورجال الأعمال من دول الخليج، وتتوزع الفرص الاستثمارية في منطقة جازان على كافة المحافظات، ففي الوقت الذي فضل الكثير الاستثمار في مدينة جازان، يرى البعض الآخر أن الاستثمار في قطاع السياحة في جزر فرسان مطلب مهم كونها تطل على البحر وسيكون لها إقبال منقطع النظير، فيما اعتبر الكثير من رجال الأعمال، الميناء الذي يعد متكامل الخدمات بوجود 12 رصيفا تجاريا ومعدات متقدمة للشحن والنقل والتفريغ، أيضا مستودعات ضخمة للتخزين، إحدى المزايا التي سوف تساعد بشكل كبير في التقليل من تكلفة نقل بضائعهم وصادراتهم، مؤكدين على التطوير كمطلب أساسي. يعد مشروع مصفاة البترول أحد أبرز العروض في منطقة جازان، باعتباره من المشروعات العملاقة في المدينة ويتوقع أن يدخل رحلة الإنتاج أواخر العام 2015م، فضلا عن مكونات المدينة من الصناعات الأساسية والثانوية ومنطقة التنمية البشرية، والتي ستنهي الكثير من المتاعب التي كانت تواجه المستثمرين في المنطقة. وأعد الأمين العام لغرفة جازان المهندس أحمد بن محمد القنفذي تقريرا عن منطقة جازان التي تمتاز بكونها مكانا ملائما للعديد من المشروعات الاستثمارية المهمة حيث تمثل الثروة الحيوانية في المنطقة نحو 8?7 في المائة من إجمالي الثروة الحيوانية في المملكة، بالإضافة إلى دخول أكثر من 40 في المائة من المواشي المستوردة للمملكة عبر المنافذ البحرية والبرية لمنطقة جازان، ما يسهم في إيجاد فرص كبيرة للاستثمار في الصناعات المرتبطة بالثروة الحيوانية، مثل صناعة الأعلاف، الأدوية البيطرية، صناعة تجهيز وتجميد وتصنيع اللحوم، وتوفر مردودا ماديا كبيرا للمستثمر. كما أن المنطقة تمتاز بموقع فريد واستراتيجي كونها منطقة حدودية ولها منافذ برية وبحرية تجعلها نقطة تحول في زيادة التبادل التجاري بين المملكة ودول العالم، وذلك كون موقع المنطقة متاخما للقارة الإفريقية، ما يجعلها المنفذ الأفضل للتصدير للقارة الأفريقية من خلال الميناء المتكامل الخدمات بوجود 12 رصيفا تجاريا ومعدات متقدمة للشحن والتفريغ ومستودعات لتخزين البضائع إلى جانب تعزيز ذلك بإنشاء الميناء الجديد مستقبلا في مدينة جازان الاقتصادية. ثروات متعددة وبين رجال أعمال أن منطقة جازان تنفرد بعدد كبير من المزايا ولعل من أهمها وفرة الموارد الطبيعية المتنوعة التي تنتج نحو 45 في المائة من الثروة السمكية في المملكة، ما يوفر فرصا كبيرة في الاستثمار في الصناعات المرتبطة بالأسماك في منطقة جازان مثل صناعة تجميد وتعبئة وتصنيع الأسماك فيما تمثل الأراضي المزروعة في جازان 20 في المائة من إجمالي المساحة المحصولية في المملكة، فضلا عن توافر المياه الجوفية والآبار والأودية والسدود التي تساهم في حفظ المياه لسنوات وتتم الاستفادة منها في المزارع، وهي الميزة التي تجعل المنطقة تنتج كميات كبيرة من الحبوب والخضراوات والفواكه ومع ذلك لا يوجد في المنطقة سوى ثلاثة في المائة من مصانع إنتاج المواد الغذائية في المملكة، ما يشير إلى وجود فرص استثمارية كبيرة خصوصا في الصناعات المرتبطة بالزراعة. الفنادق والوحدات ويرجع البعض أسباب ارتفاع أسعار الشقق السكنية سواء المفروشة أو السكنية أو الفنادق في منطقة جازان إلى كثرة الطلب وقلة العرض، فالجامعات والمعاهد والشركات تبحث عن توفير مكان مناسب لموظفيها وكذلك الموظفين القادمين من خارج المنطقة، وهذا الطلب المتنامي لا يقابله عدد كاف من الوحدات السكنية، ما جعل الأسعار ترتفع إلى أسعار فلكية تتجاوز 24 ألف ريال في العام الواحد للشقة الصغيرة، وأكد حسين القحطاني (زائر من خارج المنطقة) وجود فرص استثمارية كبيرة في قطاع الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات، خصوصا في ظل وجود عدد قليل من الفنادق والشقق المفروشة في المنطقة وهذا يساعد على ارتفاع أسعارها. وعلمت مصادر «عكاظ» أن الطاقة الفندقية في منطقة جازان لا تتجاوز 2 في المائة من إجمالي الطاقة الفندقية في المملكة، كما أن العائد على الاستثمار العقاري في المنطقة مرتفع مقارنة مع غيرها من مناطق المملكة، ويعزز هذا الارتفاع نقص المعروض العقاري في المنطقة الأمر الذي يشجع على الاستثمار العقاري. مشاريع استثمارية واعتبر المهندس القنفذي أمين عام الغرفة التجارية في جازان أن المنطقة مازالت بحاجة كبيرة للمشاريع وهناك فرص استثمارية كبيرة طرحت في أوقات سابقة، البعض استثمر بينما لازال البعض الآخر يبحث عن استثمار ولا يخلوا أي بلد من المشاريع المستثمرة، فضلا عن مشاريع كبيرة استثمرها البعض والبعض الآخر لازال ينتظر الاستثمار، ومن المشاريع التي يبحث عنها الكثير من المستثمرين مشروع مصانع تجهيز وتبريد الأسماك لتوافر العديد من أنواع الأسماك في المنطقة طوال العام وأيضا الظروف البيئية في المنطقة التي تساعد على نمو وازدهار الثروة السمكية على جانب وجود فرع للثروة السمكية في المنطقة منذ 1411ه لخدمة الصيادين وتوافر ورشة لصيانة قوارب الصيد ومساهمة البنك الزراعي السعودي في تطوير مصائد المنطقة عبر تقديم القروض الميسرة للراغبين في ممارسة مهنة الصيد وللمستثمرين في نفس المجال، مع توفر المواقع والمناخ الملائم لإطلاق مشروعات الاستزراع السمكي، وتوقع أن يساعد المشروع على إعداد وتجهيز وتبريد وتجميد الأسماك والربيان بأنواعها وأحجامه المختلفة، وبين أن المنطقة تنتج كميات من عسل النحل تصل إلى 900 طن سنويا يمكن تجميع نحو 180طنا وإعادة فرزها وتنقيتها وتعبئتها في عبوات مناسبة. مناحل العسل وتوقع القنفذي زيادة إنتاج المنطقة من عسل النحل في المستقبل لتوافر البيئة المناسبة والخبرة والأيدي العاملة المدربة، حيث يصل عدد النحالين إلى 845 نحالا متنقلا داخل وخارج المنطقة حسب الظروف المناخية، ويضيف: أنشأت مديرية الزراعة منحلا حديثا في المنطقة لتوجيه النحالين لتربية النحل وإنتاج العسل، أسلوب حديث يعطي إنتاجية كبيرة وأيضا زيادة العائد الاقتصادي من عملية تربية نحل العسل وبيع العسل والإقبال الشديد على شراء عسل النحل المنتج محليا، رغم فرق السعر الكبير بينه وبين العسل المستورد. ومن القطاعات المشجعة للاستثمار الترفيه الذي يعد متنفسا لسكان وزوار المنطقة، وهناك مراكز هي أماكن مستقلة مخصصة للتسلية حيث تضم مجموعة من الألعاب المختلفة المعدة لغرض الترفيه والتسلية ولكنها مغلقة، وسجلت مراكز الترفيه المغلقة في المدن السعودية نموا في حجم الاستثمارات الموجهة إليها مستفيدة في ذلك من التوسع الجغرافي لهذه المدن وتشهد هذه المراكز إقبالا كبيرا من الأسر السعودية خاصة أن منطقة جازان تفتقر إلى وجود مثل هذه المراكز الترفيهية المغلقة والمخدومة بالتكييف. قطاعات مختلفة ومن الفرص فرص استثمارية متنوعة تعددت بين شركات مقاولات وشركات الخرسانة مسبقة الصب وصناعة الرخام ومصنع اسمنت وفرص استثمارية في قطاعات الألمونيوم ومصنع لإنتاج ملح الطعام وملح للأغراض الصناعية، ولعل ذلك يرجع لإنشاء المرحلة الأولى للمدينة الصناعية في المنطقة، وحاجة المشروعات العملاقة في المدينة الاقتصادية ومصفاة البترول للتجهيزات والمواد الخام سيساهم في توفير مشروعات جديدة في الصناعات التحويلية لتلبية احتياجاتها، كما أن هناك إمكانيات لإقامة مشروعات استثمارية في مصنع الزجاج ومصنع إنتاج كربونات الكالسيوم ومصنع إنتاج الورق والكرتون ومصنع أعلاف ومجمع للصناعات الحرفية وشركات النقل البحري ومصنع مرطبات. المتتبع للاستثمارات في منطقة جازان يدرك أنها مقبلة على طفرة كبيرة في شتى المجالات تعود بالربح على المستثمرين ورجال الأعمال مما ينعكس إيجابا على تطوير المنطقة، ولعل الدعوات التي تقدمها الغرفة التجارية الصناعية وعدد من الجهات دليل على اهتمامها بتطوير المنطقة.