بمجرد مرورك أسفل جسر شارع المنصور في مكةالمكرمة في هذه الأثناء، يثير انتباهك جلوس عمالة وافدة يحتلون الأرصفة، ويحولونها بالاستعانة بقليل من المفارش إلى أسرة للنوم. وعند الاقتراب منهم للاستماع إلى الأسباب التي دفعتهم للنوم في العراء تحت الجسر، يرددون نفس الأسطوانة المكررة من مفترشي الجسور في المحافظة المجاورة جدة، المتمثلة في أنهم ينتظرون فرق الجوازات لترحيلهم، بعد أن ظلوا ردحا من الزمن يعيشون في المملكة بطريقة غير نظامية. وأكد المتحدث الرسمي للجوازات في العاصمة المقدسة المقدم محمد الحسين أن عمليات القبض وترحيل المخالفين مستمرة بعد انتهاء موسم الحج، وأن فرق الجوازات تداهم المواقع التي يفترشها مخالفو أنظمة الإقامة والعمل باستمرار. وأوضح المقدم محمد الحسين أن أغلب المتجمعين تحت جسر المنصور من الهاربين، مضيفا «فمنهم من هرب من كفيله، وبعضهم حضر إلى المملكة في مواسم الحج والعمرة ولم يغادر بعد انتهائها». وقال المتحدث الرسمي للجوازات إنه عند القبض عليهم يتم أخذ التحاليل الحيوية والبصمات للتأكد من عدم وجود مطالبات بحقهم من إحدى الجهات. وتسبب ازدياد أعداد المشاركين في هذه الظاهرة، التي تلي كل موسم عمرة أو حج، في تنامي السلبيات المجاورة للمنطقة المركزية، وسط جهود مبذولة من رجال الأمن في إصلاح الوضع، وإعادة الشوارع والجسور للهدف الذي نفذت لأجله.