الحب الصادق خيمة أمن

المحبة أصل كل فضيلة وخصلة جميلة ومزية جليلة، شفافة كالهواء عذبة كالماء، خلاصة النقاء ونبع الصفاء، جدول رقراق وحنان دفاق، حضن دافئ وحجر هادئ، عنوان الوفاء ورباط الإخاء، زهرة تفوح شذا وتقطر ندى، تبذر العطاء وتنمي السخاء، بلسم دواء وقطرة شفاء وقنطرة أمل ورجاء، من القلب وإلى القلب تغدو وتروح، تملؤه رضا وتغمره فرحا .. تذيقه لوعة الفراق وتكويه بحرارة الأشواق وتلجمه الصبر على مرارة الأقدار وحرقة البعاد وقلة الرقاد وطول السهاد. المحبة صرح سلام وبنيان وئام وخيمة ملؤها الود والاحترام، لها القلوب مرابع والعقول مراكب والجمال مراتع والعيون مدامع. المحبة تستجلب الذكريات وتؤجج الآهات وتسيل العبرات. المحبة غيث هطال وروض ميال ومرفأ آمال وبابور أحمال، للأمن شراع وللسلامة مذياع وللألفة جماع. المحبة للقلب آمان وللعين عنوان وللمجتمع أنس واطمئنان وبهجة وتحنان وتضحية وإحسان. ولا شك أن أشرف المحبة منزلة وأعلاها درجة وأجلها قدرا وأزكاها رفعة هي محبة الله ودينه ورسوله. فاللهم أرزقنا حبك وحب دينك وحب نبيك.
علي بن سالم القرني