يمضون وقتا طويلا في الاستراحات، يبتعدون عن أهليهم، ومنهم من يتناساهم أو يجهل دوره في الأسرة، فيما يجد بعضهم الاستراحة متنفسا له مع أصدقائه بعيدا عن الرسميات. «عكاظ الشباب» زارت عددا من الاستراحات واستطلعت آراء مرتاديها من الشباب: يقول الشاب مساعد خالد السليم «إن الصورة الذهنية عن تواجد الشباب في الاستراحات، هي أن تواجدهم فيها ليس إلا لممارسة سلوكيات خاطئة مثل شرب الدخان والشيشة (الأرجيلة)، والبعد عن المنزل وعن إزعاج الأسرة بكثرة الطلبات وعدم تحمل المسؤولية»، وهذه إن حدثت فهي نادرة جدا، ومن أشخاص سلبيين لم يستطيعوا تحمل المسؤولية في مستقبل حياتهم، ويضيف مساعد السليم « يجب ألا لاتعمم هذه النظريات على الشباب، فنحن هنا في هذه الاستراحة، لانقبل دخول شخص يتعامل مع التدخين أو الأرجيلة (الشيشة) حتى لايسيء للجلسات»، مشيرا إلى أن الاستراحات لاتستمر «لأن هناك من لاتتفق توجهاتهم مع شروط أصحاب الاستراحات، وفي نظري أن هؤلاء يقضون على الجلسات النقية التي نهدف إليها وحضورهم غير مقبول بيننا». وأوضح الشاب سليمان ناصر المطلق، أن الاستراحة الشبابية «متنفس يجد فيه الشباب ضالتهم بعد يوم من العناء وضغوط الدراسة والحياة، والعمل اليومي الدراسي داخل البيت وميدان العمل أو الدراسة»، مضيفا «تختلف الاستراحات من حيث توجهات الشباب ورغباتهم، فمنهم من يجتمع فيها ليهرب من مسؤوليات البيت، وهؤلاء لاشك على خطأ، ويجب عليهم تغيير أفكارهم ونمط حياتهم»، فيما أجاب الشاب محمد عبد الله الخويطر عندما سألناه ماذا تجد في الاستراحة «يكفيني رؤية الأصدقاء بعيدا عن الرسميات، ونتشارك فيها روح المحبة والثقة والأخوة». الشاب سعد خالد السليم أكد من جهته، أن النظرة السائدة عن الاستراحات تغلب عليها السلبية، ولكن الشباب هم من يصنع هذه النظرية أو يلغيها بتصرفاتهم وسلوكياتهم، ويفترض أن يعالج الشباب السلبيات ببناء الثقة مع أولياء أمورهم والمجتمع، أما الشاب يوسف عبد الرحمن المرعول فيرى أن بعض الاستراحات وليس كلها فيها بعض السلبيات «فهي تستهلك وقت الشباب وأخشى أن تكون مكانا لممارسة سلوكيات خاطئة»، محذرا من تواجد صغار السن دون رفقة أخوة أكبر منهم سنا، وشدد على أن تكون الاستراحة الشبابية لمجموعات مترابطة أسريا وعائليا «لتكون بعيدا عن الشكوك والظنون». من جهته، قال الشاب محمد فهد السليم «الاستراحة مكان للراحة، ويجب أن لاتستغل لأي توجه خاطئ»، قائلا «الشباب يحرصون على قضاء الوقت في الاستراحات لأن المسطحات المتوفرة باردة في الشتاء وحارة صيفا»، ولهذا تكون الاستراحة هي الأفضل بعيدا عن التجوال في الشوارع ومضايقة الناس وإزعاج المجتمع. الشاب محمد عبد الله السلطان، حكى عن تجربته في جدة، وقال «إنه يفضل الاستراحات في عنيزة على تلك الموجودة في جدة. لأن فيها جلسات مفتوحة في الهواء الطلق المسماة (الدكة)، بينما نادرا ماتتوفر هذه الخاصية في استراحات جدة»، ويتفق عدي أحمد التركي مع زميله محمد صالح القرعاوى، على أن الاستراحة يمكن أن تكون مجالا للتثقيف والترفيه البريء ومتابعة المباريات بشكل جماعي، والتعرف على مايستجد من أخبار المجتمع والتعاون فيما بين الشباب على الخير ومعاونة بعض الشباب البعض على أعباء الحياة واكتساب الخبرات والمعارف.