إن حل مشكلة تزاحم الطائفين حول الكعبة المشرفة جدير بالاهتمام، وفي هذا الإطار أمر خادم الحرمين الشريفين بتوسعة المطاف، وتابعت التصاميم التي عرضت لهذا المشروع الضخم، منها توسعة أعلى الرواق العثماني، غير أن المنطقة المقترح توسعتها لا تحقق الهدف المتمثل في استيعاب الطائفين ومراعاة راحتهم وتجنيبهم طول المسافة بالدوران حول الكعبة المشرفة قدر الإمكان خصوصا أن الطائفين في هذا الموقع من كبار السن والعجزة وممن يعانون من أمراض تمنعهم من الطواف بالقرب من المسافات القصيرة بسبب التزاحم الشديد. وهنا أعيد طرح مقترحي وتصميمي الخاص بتعدد طوابق الطواف لما فيها من مصلحة تعم المسلمين القاصدين لبيت الله الحرام فجعل الصحن طوابق متعددة بما يحتاجه ذلك من إعادة صياغة لطريقة التعاطي مع مشكلة الازدحام في الطواف ولا مانع من النظر في إجراء بعض التغييرات الضرورية بما لا يخل بالعناصر الرئيسة داخل صحن الطواف، ولا يتعارض مع الثوابت الأساسية. مع النظر إلى تجارب من سبقنا فقد كان الطواف لا يصح بالبناء القائم الذي أقامته قريش، فقد أخذ الناس يطوفون به وبالمساحة المتروكة معا حتى يستوفي الطائفين الدورة كاملة بمساحة الكعبة ليكون الطواف تاما، وهذه المساحة المتروكة تسمى (الحجر)، ومعنى ذلك أن الاجتهاد الذي يهدف لراحة الحاج والمعتمر له أساس في الشارع الحنيف فصحن الطواف الذي نشهده لا يمكن التوسع فيه فهو محكوم بمساحته الحالية وليس هناك مجال لتوسيعه بأكثر من والحل الأنجع هو تكرار صحن الطواف الحالي على عدة طوابق للحفاظ على أرواح وسلامة الناس وهو من مقاصد الشريعة الإسلامية السمحاء. عيسى عبد الرحيم إسماعيل محمد الإبراهيم