حادثة حريق المدرسة المنكوبة في جدة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فسبقها على حد علمي مدرسة بنات في مكةالمكرمة قبل بضعة أعوام فنحن مع الأسف لا نلتفت لتصحيح الأخطاء إلا بعد وقوعها، وإذا شرعنا في تصحيحها كان التصحيح مركزا على المسكنات الوقتية فقط. إن ما حصل في المدرسة المنكوبة تتحمله أطراف عديدة، ليس من ضمنها حارس المدرسة كما كتب أحد الكتاب، فكان يفترض أن إدارة المدرسة تنبهت لبداية الحريق منذ الدقيقة الأولى للاشتعال، إضافة إلى غياب الجانب التوعوي والتدريبي الذي تتحمل مسؤوليته جهات عدة، والجانب الآخر هو الجانب الإجرائي المتعلق بتوفر اشتراطات السلامة وصلاحية المبنى من حيث التصميم وسعة المداخل الرئيسية والممرات ومخارج الطوارئ والطرق المؤدية إليها وخلو الشبابيك من القضبان الحديدية وما إلى ذلك مما يسهم في تقليل الخسائر حال وقوع الحدث، إضافة إلى أنه كان يجب على الدفاع المدني البدء في الإنقاذ أولا ثم تعقبه العمليات الأخرى كالإطفاء ومحاصرة النار. واستخدام المعدات الحديثة التي يمتلكها الجهاز مثل البالونات الأرضية التي تستخدم للقفز عليها من المرتفعات، والتي أدى غيابها إلى الوفيات والإصابات التي حدثت نتيجة القفز من الأدوار العليا للمدرسة، وهناك أيضا السلالم والزلاجات التي يمكن وضعها على سطح المدرسة وعلى الشرفات والشبابيك لاستخدامها من قبل المحتجزات للنزول والتزلج عليها بسرعة والهرب من النيران المشتعلة. د . جرمان أحمد الشهري