عقد على مدار الأسبوع الفائت معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي شاركت فيه 894 دار نشر من 35 دولة، كما عرض فيه زهاء 260 ألف عنوان كتاب، وقد تضمن المعرض ندوات ومحاضرات شارك فيها مؤلفون ومحاضرون من عدة دول عربية وأجنبية. وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية الهند ضيفي الشرف في هذا المعرض، حيث احتل معرض المملكة حوالى 200 متر من أرض المعرض، ساهمت 48 دار نشر سعودية في عرض كتبها فيه. ولم تقتصر مشاركة المملكة على دور النشر الحكومية والتجارية، بل تعدى ذلك إلى استضافة عدد من الأدباء والشعراء والمحاضرين السعوديين، ومن بينهم كاتب هذا المقال، في عدد من المحاضرات التي أقيمت على هامش هذا المعرض. ولقد وفق الملحق الثقافي السعودي بدولة الإمارات الدكتور صالح السحيباني في جمع ثلة من المثقفين السعوديين والإماراتيين، وغيرهم من الأدباء العرب للتعرف على ملامح الثقافة العربية في المملكة، ودعا عددا من أساتذة الجامعات من الرجال والنساء للمشاركة في ندوات المعرض ومحاضراته. وقد لوحظ في هذا المعرض زيادة أسعار الكتب عما كانت عليه من قبل، كما أن النسخ لم تكن متوافرة بشكل كبير، خاصة من الكتب الأجنبية، حيث إن تكاليف الشحن قد زادت بشكل كبير عما كانت عليه من قبل. كذلك فإن الحضور في بعض هذه المحاضرات لم يكن كبيرا ويعود ذلك إلى كثرة الندوات والفعاليات الثقافية في دولة الإمارات في مثل هذا الوقت من السنة. كما أن عدد المتلقين لم يكن كثيفا، كما هو الحال فيما لو عقدت مثل هذه المحاضرات في جامعة الشارقة وغيرها من الكليات والجامعات في دولة الإمارات. ولعل ما يسعد المرء في مثل هذه المعارض هو وجود أقسام واهتمامات كبيرة بأدب الطفل، ومحاولة جذب أعداد كبيرة من الأسر لمثل هذه الفعاليات عن طريق عقد عروض للطبخ الحي أمام الجمهور، يقوم بها عدد من مؤلفي كتب الطبخ بغرض زيادة مبيعات كتبهم. ولقد سيطرت على المعرض كتب التراث والروايات، خاصة للروائيات السعودية، وظهر واضحا الشهرة التي بدأت تكتسبها بعض الروائيات السعوديات خارج حدود وطنهن. والحقيقة أننا بحاجة في المملكة لتنشيط العمل الثقافي وتشجيع الروائيين والروائيات بإقامة منتديات ثقافية وأروقة أدبية متخصصة سواء في أدب الطفل، أو في أدب الرواية، فلقد أصبح الأدب صناعة ثقافية وهي تحتاج إلى دعم ومؤازرة وزارة الثقافة والإعلام وغيرها من المؤسسات الثقافية. فباستثناء مهرجاني الجنادرية وعكاظ السنويين، فإن هناك جدبا ثقافيا في أرض تنتج الشعراء والقصصيين والروائيين. وجدير بنا أن نأخذ بأيدي هؤلاء الأدباء قبل أن تجف الأرض من تحتهم، أو ينسى أبناؤنا الأدب العربي، بعد أن التوت ألسنتهم باللغات الأجنبية، وصاروا يستمتعون بالأغنية الأجنبية والشعر الأجنبي، حتى أنهم لا يفهمون ما يرددون في بعض الأحيان. فالأدب والقصة والشعر هي ضمير الأمة ونبراس ثقافتها، وجدير برحم العرب الأول أن يستمر في ولادة الشعراء والروائيين والمسرحيين، فهم بحق روح الأمة وضميرها، ومرآة لهمومها وشجونها. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 119 مسافة ثم الرسالة