الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي وقع البارحة في الرياض اتفاقا لنقل السلطة يمنحه حصانة من الملاحقة، عسكري محنك لعب دورا محوريا في تاريخ بلاده طوال أكثر من نصف قرن. وبعد أشهر من «الثورة السلمية» ، استطاع الحصول على شروط لتسليم السلطة، لاسيما أنه سيبقى رئيسا شرفيا لمدة تسعين يوميا، ولن يغادر إلا مع إجراء انتخابات مبكرة. دخل صالح معترك السياسة في 1962م واعتلاؤه سدة الحكم، وشارك في إقامة جمهورية اليمن العربية في مناطق معزولة وقاحلة تحكمها الأعراف القبلية. كانت مناطق جنوب اليمن الحالي تحت سيطرة البريطانيين خصوصا عدن والواجهة البحرية للبلاد. وغادر البريطانيون جنوب اليمن تحت وطأة انتفاضة واسعة النطاق في 1967م، وقامت بعد ذلك جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية وعاصمتها عدن. وفي 1978م، اختير صالح الذي كان حينها في رتبة مقدم، من قبل هيئة تأسيسية ليحل مكان رئيس اليمن الشمالي أحمد الغشمي. وصالح الذي ولد في 21 مارس (آذار) 1942م، اعتمد على الحزب الحاكم، حزب المؤتمر الشعبي العام. وعمل صالح على الوحدة مع الجنوب التي تحققت في 1990م بالتزامن مع سقوط الامبراطورية السوفيتية. وتحول صالح بعد ذلك إلى أول رئيس لليمن الموحد، ولكن بعد أربع سنوات، استخدم الحديد والنار لقمع محاولة انفصالية في الجنوب.