يطوي المفكر التربوي بكر بن إبراهيم بصفر الصفحة الأخيرة من كتاب "الإدارة التربوية في حياته العملية" التي أمضى فيها 36 عاما في ميدان التربية والتعليم، حيث يغادر مع نهاية دوام اليوم مبنى الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة القابع في قلب حي العزيزية في مكةالمكرمة بعد أن أنهى واحد من أهم الملفات الشائكة التي سنتها وزارة التربية والتعليم والمتمثل في دعم إدارات البنين والبنات، وهو ما جعل من منصبه الحالي قاسما مشتركا لهموم المدارس الذكورية والأنثوية على حد سواء مما زاد من عمق المسئولية المشتركة. وبكر بصفر الذي تزامن عام ميلاده مع مولد وزارة التربية والتعليم في العام 1373 ه، هذه الوزارة التي تعد مصنعا استراتيجيا لأجيال الوطن، حيث دوت صرخة برئية في منزل متواضع في الطائف ففتح معها المولود بكر بن إبراهيم بصفر عيناه للحياة، وكأنما شاءت القدرة الإلهية أن تجعل من تلازم الزمان في الميلاد بين الإنسان والكيان علاقة توأمة خلقت بين الطرفين روابط انتماء ووفاء دامت ستة عقود لترسو سفينة هذا الحب الخالد على شاطئ تقاعد بكر بن إبراهيم بصفر، وهو على هرم واحدة من أكبر وأهم الإدارات العامة للتربية والتعليم في المملكة. سيرة ممتدة بالعطاء الزاخر المتضمن كل معاني الوفاء والانتماء لقائد تربوي ترك بصمة خالدة على جبين التربية والتعليم بأخلاقه، وبتعاملاته، وبعطائه وإخلاصه لمهنة هي في الأصل تجري في داء عرقه منذ الصغر حيث أحب التعليم وشغفه التعلم منذ أن كان وليدا حتى اشتعل الرأس شيبا في هذا الميدان الواسع . ففي مدينة الورد والجو الهادئ العليل الطائف، كان ميلاده في منزل متواضع وسط فرحة والديه بولادته، لاسيما والده الذي كان يعمل موظفاً للبلدية، ثم رئيساً لها في الفترة 1354- 1356ه، فقد كان مسؤولاً عن الأسواق والجمارك والذي واصل تعليمه ليتخرج من جامعة الملك سعود تخصص لغة انجليزية في العام 1396 ه، ويعين معلما، ويظل في ميدان التربية ما بين مدينتي أبها ومكةالمكرمة حتى خطفه الإشراف التربوي ليكون مديرا له بالإدارة العامة حتى فاجأ الموت مدير عام التربية والتعليم في مكةالمكرمة عليوي القرشي في 3/5/1427ه، وقرر وزير التربية والتعليم حينها الدكتور عبدالله العبيد تعيين الأستاذ بكر بصفر خلفا للفقيد في إدارة التربية والتعليم في مكةالمكرمة، فعمل طيلة خمس سنوات و8 أشهر على حل الكثير من المعوقات التي تعترض التعليم في أقدس البقاع ولعل من أبرزها ندرة أراضي المدارس مع خطة تدريجية للتخلص من المباني المستأجرة . مدير عام التربية التعليم في منطقة مكةالمكرمة الجديد حامد السلمي والذي صدر قرار تعيينه أمس، يدلف إلى بوابة المسؤولية في أسبوع ملتهب الأحداث في المنطقة بعد فاجعة مدرسة براعم الوطن في جدة , حيث تترقب الأوساط حلولا جذرية تتخذها الإدارة العامة للحد من تكرار مثل هذه الفاجعة .