تعتزم وزارة الصحة اتخاذ تدابير وأنظمة جديدة فاعلة لمكافحة التبغ ومنتجاته، إضافة إلى أن الوزارة أنهت إجراءات إضافة بند خاص بالتدخين في ملفات المرضى ومراجعي المرافق الصحية في القطاعات الصحية الحكومية والخاصة في المملكة. ويترأس وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ اليوم، لاتخاذ إجراءات وأنظمة جديدة فعالة تساعد على تعزيز سياسة المملكة الرامية إلى مكافحة التبغ، تهدف إلى الحد من الوفيات المبكرة والأمراض التي يسببها التبغ بأشكاله المختلفة، وتركز هذه التدابير على التقليل من جاذبية منتجات التبغ والحد من تسببها في الإدمان بالإضافة إلى خفض درجة سميتها العامة، بإلزام الجهات المصنعة لمنتجات التبغ ومستورديها الكشف للسلطات الحكومية عن محتويات التبغ، وأيضا الكشف عن المعلومات الخاصة بالعناصر السامة الموجودة في منتجات التبغ والانبعاثات التي تصدر من هذه المنتجات. من جهته، أوضح أمين اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ والمشرف العام على مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور ماجد المنيف، أن هذه التدابير تأتي في إطار سعي وزارة الصحة والقطاعات الأخرى ذات العلاقة للتقليل من الآثار الضارة للدخان وإزالة العوائق التي تساهم في صعوبة إقلاع المدخنين، وقال تأتي هذه الإجراءات متوافقة مع نداءات منظمة الصحة العالمية للدول بالالتزام بالمبادئ التوجيهية لتنفيذ الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والتي تتمثل في اختبار وقياس محتويات وانبعاث منتجات التبغ وتنظيم تلك المحتويات والانبعاثات والكشف عنها وعرضها أمام السلطات والرأي العام للحد من جاذبية منتجات التبغ التي يعتمد عليها مثل عوامل النكهة والطعم والرائحة وغيرها مما يشبع الحواس، وأضاف الدكتور المنيف أن من أبرز التدابير المقترحة هو حظر وجود النكهات التي تخفي الرائحة الكريهة والطعم للسجائر والشيشة وتغطي لذعات دخان التبغ، وهذه النكهات تستخدمها دوائر شركات التبغ لضمان استمرار المدخنين في التدخين ودخول مجموعات جديدة لعالم التبغ المدمر. وأكد أمين اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ والمشرف العام على مكافحة التدخين في وزارة الصحة أن جميع منتجات التبغ ضارة وتؤدي إلى الوفاة، وإزالة أو خفض بعض مكوناتها لا يعني أن منتجات التبغ المعنية أصبحت آمنة، وأشار الدكتور المنيف إلى أن الحظر المقترح سيشمل السكريات والمحليات التي تضاف لمنتجات التبغ مثل سكريات الغلوكوز، الدبس، عسل النحل والسوربيتول، وأيضا سيشمل الحظر التوابل والأعشاب التي تستعمل أيضا لتحسين طعم منتجات التبغ مثل القرفة والزنجبيل والنعناع، كما أنه سيتم طرح موضوع حظر تسويق السجائر الملونة بألوان جذابة مثل اللون الزهري والأسود والأزرق، والتي قد يعطي بعضها انطباعات مضللة في تفاوت المكونات والتأثيرات الضارة على الصحة. وفي سياق متصل، أنهت وزارة الصحة إجراءات إضافة بند خاص بالتدخين في ملفات المرضى ومراجعي المرافق الصحية في القطاعات الصحية الحكومية والخاصة في المملكة، لمعرفة مدى انتشار آفة التدخين ودراسة تأثيرها في معدلات العجز الطبي والوفيات، وبين المشرف على برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة أن التدخين مثل الأمراض المزمنة ذي طبيعة انتكاسية ويعتبر عامل خطر يضاف إلى العوامل الخطرة الأخرى مثل البدانة، داء السكري، ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهنيات في الدم، معتبرا أن الامتناع عن التدخين علاج وقائي قبل الإصابة بالمضاعفات مثل أمراض القلب والشرايين التاجية وسرطان الرئة، وأضاف البند يتيح للطبيب المعالج التعرف على المدخن وتقديم نصيحة مختصرة لبيان خطورة هذه العادة القاتلة مما يضاعف من معدل الإقلاع عن التدخين حسب ما جاء في الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة، مشيرا أن إضافة هذا البند سوف تحقق الاستفادة القصوى منها في الدراسات الإحصائية الخاصة بانتشار آفة التدخين لمجموعات «شرائح»، مما يسهل وضع الخطط التوعوية المناسبة التي تستهدف هذه المجموعات، ومنها دراسة تأثير آفة التدخين في معدلات العجز الطبي والوفيات للأمراض الناشئة بسببه، ومنها يمكن حساب الخسائر الاقتصادية للمجتمع والعائد الإيجابي لوضع خطط توعوية وعلاجية شاملة لمواجهتها.