أكد ل «عكاظ» سلمان بن عبدالله المستوري المتخصص في إدارة السلامة ومنع الخسائر، أن المتابع لمسلسل حرائق المدارس والوفيات الناجمة عنها، وكذلك التقارير والتصريحات وتبادل التهم خلال الفترة الماضية، يتيقن من وجود عجر كبير تتشارك فيه جميع المؤسسات والأفراد والمتمثل في عدم إبراز السبب الرئيس لمثل هذه الكوارث. واستطرد المستوري موضحا، «السبب الرئيس وراء إزهاق الأنفس لا يكمن في تأخر آليات الدفاع المدني أو قلة مخارج الطوارئ أو شح طفايات الحريق، بل هو غياب ثقافة التحضير للطوارئ، وبمعنى آخر عدم تدريب الناس على كيفية التصرف في مثل هذه المواقف»، مشيرا إلى أن، «الإنسان غير المدرب وقت حدوث الكارثة يتصرف كالمجنون، إذ يبدأ البحث عن النجاة فحسب، ولذلك نرى أن البعض يقفز من الطوابق العليا، في حين أن الشخص لو تلقى تدريبا عمليا على الطرق السليمة المتبعة في مثل تلك الظروف وعرف أن هناك مكانا آمنا لخروجه من مكان الحدث لما أقدم على القفز أو خلافه، لذلك يجب التركيز على هذه النقطة وسنجد لها آثارا فيما لو حصل طارئ في المستقبل لا سمح الله». ووضع المستوري روشتة حلول قال إن اتباعها سيقلل من الخسائر البشرية في حال حصول كارثة لا قدر الله، حددها في سبع نقاط: إنشاء قسم خاص للسلامة والصحة المدرسية يشرف على أعمال السلامة والصحة داخل المدارس الحكومية والأهلية، ورياض الأطفال، ترفع تقاريره مباشرة للوزير ويعين فيه أصحاب الكفاءات في نفس التخصص وليس الأصحاب والمعارف. إلزام أصحاب المباني المستأجرة والمدارس الأهلية بالتعاون مع المكاتب الاستشارية المتخصصة في السلامة والصحة على عمل تقييم للمخاطر داخل المباني وخارجها ووضع الخطط والبرامج التدريبية وخلافه لتأمين بيئة تعليمية آمنة. تقوم الوزارة بتطبيق البند رقم 2 على جميع مبانيها. تدريب المعلمات والمعلمين على كيفية وضع وتطبيق خطط الطوارئ وعمليات الإخلاء الآمنة. تثقيف الطالبات والطلاب بأساسيات السلامة وطرق الإخلاء الآمنة. إجراء عمليات إخلاء وهمية مرة على الأقل في كل فصل دراسي. إشراك القطاع الخاص للمساهمة في التوعية ووضع البرامج. وأضاف المستوري «إذا تم العمل على النقاط السبع الموضحة سابقا، فإن الحال ستتغير إلى الأفضل، وسنحصل على بيئة تعليمية آمنة لفلذات أكبادنا، ونستطيع تطبيق النقاط أو بعضها على كثير من المباني والإدارات في المملكة، خصوصا أن بعض المباني فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب رجل سلامة من المخاطر التي ستؤدي حتما للكارثة يوما ما».