كثيراً ما أطلعنا الدفاع المدني بمنطقة مكة عن خططه واستعداداته لإدارة الأزمات ومواجهة الكوارث بعد سيول جدة 1430ه عندما أكد استفادته من كيفية التعامل والتنسيق في مواجهة الكوارث، وتنظيم العمل الميداني من حيث القوى البشرية ورقي البرامج التدريبية، والقدرة على استخدام التقنيات، من خلال الدورات المتقدمة للفرق الميدانية والتجارب الافتراضية للتعامل مع جميع المخاطر المحتملة، فإذا بنا نفاجأ في 10/7/2011م «بحريق البغدادية» يقضي على مبنيين تجاريين قبل أن يفلح الدفاع المدني في السيطرة على الحريق وينقذ ما يمكن إنقاذه من المبنيين مع أنه حشد 12 فرقة وطائرتين فالإنجاز يحسب بالإنقاذ وليس بما يحشد من أفراد وآليات، حينها برر الدفاع المدني فقدانه السيطرة على الحريق في زمن قياسي بعدم وجود وسائل سلامة بالمبنيين، ولست أدرى من المسؤول عن عدم وجود وسائل السلامة بالمبنيين المالك أم فرق تفتيش الدفاع المدني؟! بعدها ظننت أن الدفاع المدني بمنطقة مكة استفاد من أخطاء «حريق البغدادية» فإذا بنا نصطدم بمأساة حريق مدارس «براعم الوطن» وإذا ذات الخطأ يتكرر، فبالإضافة لتأخر وصول فرق الدفاع المدني لم تتمكن الطائرات من الهبوط فقد كشفت التحقيقات الأولية عن عدم وجود وسائل السلامة الضرورية مثل عدم وجود جرس إنذار وكشافات للطوارئ وكاشفات للدخان والأدهى والأمر فقدان المبنى لسلالم النجاة الخارجية مما أجبر الطالبات على القفز من النوافذ، فكيف غاب كل ذلك عن فرق التفتيش المسؤولة عن سلامة المباني؟! وحادثة مدارس «براعم الوطن» ليست الأولى، ففي عام 1422ه احترقت المتوسطة 31 بمكة وذهب ضحية ذلك 15 طالبة رحمهن الله رحمة واسعة، والسؤال هل بالفعل دفاعنا المدني يستفيد من التجارب؟ الأمر الآخر ماذا عن إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكة هل قامت بتفقد اشتراطات السلامة في مدارس «براعم الوطن» أم أنها حصرت مسؤوليتها في الإشراف التربوي والتعليمي تاركة الاهتمام باشتراطات السلامة الوقائية المدرسية، العجيب والغريب أنه بعد الحريق تزاحم منسوبو الدفاع المدني والتعليم بمنطقة مكة لتفقد أحوال «براعم الوطن»، ويا ليت هذا الازدحام التفقدي كان قبل الحريق لا بعده، صحيح أنه لا ينفع حذر من قدر، ولكن اتخاذ الأسباب لا ينافي التوكل على الله.. رحم الله الفقيدات جميعهن وألهم ذويهن الصبر والسلوان وحسبنا الله ونعم الوكيل. عبد العزيز عبد الله السيد الأبواء