ليس الحديث عن حريقٍ يشب، وهي كثيرة، ولكن عن ثقافة الاستعداد المبكر.. والأخذ بأسباب الوقاية والتدريب على خطة الطوارئ.. وقبل ذلك وبعد ذلك.. معايير السلامة في المباني من حيث عدد الأدوار وخاصة للمدارس، ومخارج الطوارئ.. والتمديدات الكهربائية، .. وإن كان من شيء يحتفى به في هذه الكوارث فهو روح الفزعة «التطوع» التي نفتخر أن شبابنا وفتياتنا يتحلون بها فتمنحنا أكبر عزاء.. وتقدم لنا أجمل عطاء.. آه يا جرح الوطن نازفا.. ذات صباح.. نزف.. أوجاع.. وخوف.. ودموع.. ودماء.. وحزن.. وحريقٍ شب في حقل «البراعم».. يقطف الأكباد من خلف الضلوع.. كلما اشتاق إلى الأحزان في الدنيا زمن.. كلما طاف بنا طيف من الأحداث في عصف المحن.. نسأل «القضبان».. هل تحمي من الموت أم العار أم النار أم الرعب الذي فينا توارى.. ثم أغفى.. وسكن فمضينا نجعل «القضبان» من دون الفتن.. ونرى الموت.. وقد لاح لنا.. بين سرير أبيض يحبو.. وما بين كفن.. من ترى المسؤول منا؟! كلما شب حريق.. أو تهاوى بيد الإهمال مبنى.. أو عدا السيل ورحنا نندب الموتى.. وننسى.. ثم ننسى كلما خيم صمت تحت أفياء الشجن كلما قيل: غدا يدفع من أهمل فارتاحوا الثمن.. ثم نمضي.. حينما تجري رياح مثلما تهوى السفن..!!! عندما.. نغرق في شبر من الماء.. وفي طيف التماس شب من جفن صباح ساهر حينا وليل.. غارق خارج قضبان الوسن.. أترى يسلمنا الجرح لجرح واحد يلهمنا حب الوطن..؟!! حين نبني مجده الحر بإخلاص ونحميه من الحمى وأشلاء البدن.. www.saadalghamdi.com