بعد أن حولنا قضية «حميدان» إلى صراع سياسي، ولم ننظر لها من جانبها الإنساني، ها هي القضية تطل علينا هذه المرة ولكن من ألمانيا. فالسفير السعودي في ألمانيا «أسامة شبكشي» يؤكد أن السفارة تدرس دفع 72 ألف يورو «375 ألف ريال سعودي» ، لتسوية دعوى أقامتها عاملة منزلية إندونيسية على أسرة ديبلوماسي سعودي، تتهمهم بإساءة معاملتها. وقال السفير «لجريدة الحياة» : «حتما الأسرة أساءت معاملة الخادمة» ، لافتا إلى أن نظام العمل والعمال يختلف في السعودية عنه في ألمانيا «لاسيما في ما يتعلق بعدد ساعات العمل التي يجب ألا تتجاوز 8 ساعات» . ومع احترامي الشديد لسفيرنا في ألمانيا، إلا أن نظام العمل والعمال لا يختلف عن ما لدى ألمانيا، فهو نفسه ينص على ألا يتجاوز العمل 8 ساعات. الفارق الوحيد بين وزارتنا ووزارتهم، أن وزارة العمل الألمانية تنزل هذه الأنظمة على أرض الواقع وتطبقها، بل وتغرم من يضطهد العامل/الخادمة، فيما وزارتنا تضع هذه الأنظمة «للتشخيص» . المحزن أن أفراد المجتمع يساعدون على هذا الأمر، فمازلت أذكر قضية المرأة السعودية التي لجأت للمحكمة لرفع دعوى على فندق، وطلبت تعويضا على الأضرار التي حدثت لها، فطردها القاضي وحول محاميها للتحقيق بحجة أنها بالغت في قيمة التعويض، وهاجمها أفراد المجتمع لأنها طالبت بستة ملايين.. مع أن محامي الإندونيسية بالتأكيد وضع الملايين كتعويض والسفارة تحاول التفاوض وطرحت مبلغ 375 ألف ريال، ولم يطرد القاضي أحدا ولا هم أفراد المجتمع الألماني هاجموا الخادمة التي لا تمت لهم بعرق. إن هذه القضية يا سفيرنا لا تطرح اختلافات أنظمة العمل، إنها تطرح إنسانية الإنسان، فثمة من يرى أن الإنسان هو الإنسان بغض النظر عن عمله، وثمة من يستطيع الذهاب إلى المحاكم ليطالب بفسخ عقد زواج أخته، لأن زوجها أقل عرقا منهم، ولا أحد يطرده، وهناك فئة من المجتمع تدافع عنه. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة