وضعت الحرب أوزارها، وبدات المحاصصة في ليبيا الجديدة، فالثوار الذي حملوا أرواحهم على أكفهم بدؤوا بتصعيد لهجتهم مطالبين بنصيبهم في الحكومة الانتقالية المقبلة التي يجري البحث في تشكيلها على خلفية توترات بعد أن عين ضباط سابقون في الجيش رئيس الأركان الجديد. وطالب عبدالكريم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس الذي يبدو أن لديه جيشا صغيرا من الأنصار، ب«حقائب وزارية معينة» في الحكومة المقبلة التي ستعلن تشكيلتها غدا. وسعيا إلى إنجاح الفترة الانتقالية الدقيقة بعد 40 سنة من حكم بلا منازع لمعمر القذافي، أكد رئيس الوزراء عبدالرحيم الكيب أن حكومته ستتشكل من تكنوقراط لكنه قوبل بضغوط القبائل والفصائل المسلحة. ودعا إلى تشكيل «حكومة قوية بالتعاون مع جميع الثوار» من المدنيين الذين حملوا السلاح في وجه نظام القذافي والموزعين على عشرات الألوية التي لم تفكك. وأضاف «من الخطير القول أن مهمة الثوار قد انتهت الآن وقد سقط نظام القذافي وتحررت البلاد»، مستخدما لهجة وعيد في خطاب ألقاه بمناسبة استعراض عسكري في طرابلس. وعقد أحد منافسيه عبدالله ناكر رئيس مجلس ثوار طرابلس اجتماعا مع قادة عدة مناطق في البلاد منتقدا تعيين رئيس الأركان في الجيش الجديد خلال اجتماع عقد في شرق البلاد. وعقد نحو 150 ضابطا وصف ضابط من الجيش السابق التحقوا بالثورة اجتماعا في البيضاء على بعد 200 كلم شرق بنغازي (شرق) للمصادقة بالإجماع على تعيين خليفة حفتر رئيسا للأركان وإعلان العمل على إعادة تفعيل الجيش. وقد انشق حفتر المتخرج من الاكاديمية العسكرية في بنغازي والذي تدرب في الاتحاد السوفياتي سابقا، عن الجيش بعد النزاع بين تشاد وليبيا في نهاية الثمانينات وانتقل للسكن في الولاياتالمتحدة. وعاد إلى ليبيا في مارس (آذار) لينضم إلى الثورة. وقال عبدالله ناكر الذي يتزعم أيضا بضعة آلاف من المقاتلين «نحن كثوار لم يستشيرونا حول الشخصية التي ستتولى رئاسة الأركان عندنا كفاءات لكن لم يعطونا الفرصة لنقدم مرشحينا». وطالب ناكر المتحدر من جبل نفوسة جنوب غرب طرابلس، أيضا بأن يكون للثوار نصيبهم في الحكومة المقبلة. وقال «مطالبنا من الحكومة الجديدة هي فقط الشفافية وعدم إقصاء الثوار»، مضيفا «يجب أن يكون رئيس الأركان من الثوار الذين كانوا معروفين على الميدان».